وكان في جملة الأسارى الرّوميّين مهذّب الدين بكلارنكي «١» ، يعني أمير الأمراء ولد البرواناه، ونور الدّين جاجا «٢» أكبر الأمراء، وجماعة كثيرة من أمراء الرّوم ومقدّمي عساكره «٣» ، فكان البرواناه أحقّ بقول أبي الطّيّب:
نجوت بإحدى مقلتيك جريحة ... وخلّفت إحدى مهجتيك تسيل!
أتسلم للخطّيّة ابنك هاربا ... ويسكن في الدّنيا إليك خليل؟
لأنه شمّر الذّيل، وامتطى- هربا- أشهب الصّبح وأحمر الشّفق وأصفر الأصيل وأدهم اللّيل؛ وثمّ يخبر من خلفه بما تمّ، وهمّ قلبه رفيقه حين همّ «٤» :
فنحن في جذل والرّوم في وجل ... والبرّ في شغل والبحر في خجل
ودخل البرواناه مدينة قيصريّة «٥» في تاريخ يوم الأحد ثاني عشر الشّهر