المذكور، فأفهم غياث الدّين سلطانها، والصاحب فخر الدّين [وزيرها]«١» ، والأتابك مجد الدّين، والأمير جلال الدّين المستوفي، والأمير بدر الدّين ميكائيل النّائب، والأمير فلان الدين الطّغرائي، وهو ولد عزّ الدّين أخي البرواناه، وهو الذي يكتب طرر المناشير- أنّ المسلمين [أسروا]«٢» بعض المغل وبقيتهم منهزمون، ويخشى منهم دخول قيصريّة وإتلاف ما يكون بها في طرائقهم حنقا على الإسلام؛ فأخذهم جرائد، وأخذ زوجته كرجي خاتون بنت غياث الدّين صاحب أرزن الرّوم، فاستصحبت معها أربعمائة جارية لها، وكان لها مالا كان لصاحب الرّوم من البخاتيّ «٣» والخيام والآلات، وتوجهوا كلهم إلى حرنه «٤» توقات، وهو مكان حصين مسيرة أربعة أيام من قيصريّة، ولما خرجوا من قيصرية حملهم على سرعة الهرب، وأنذرهم عذابا قد اقترب، وهوّل على بقيّة أمراء الرّوم فاتّبعوه إلا قليلا منهم، وأخفى البرواناه أمره وأمر من معه حتّى ولا مخبر يخبر عنهم.
وكان مولانا السلطان قد جرّد الأمير شمس الدّين سنقرا الأشقر في عدد مستظهرا به لإدراك من فات من المغل [والتوجّه لقيسارية، وأمّن أهلها]«٥» ، فمرّوا في طريقهم بفرقة [من التتار]«٦» معها بيوتهم فأخذ منها جانبا، ودخل عليهم اللّيل فمرّ كلّ في سربه ذاهلا ذاهبا. ورحل مولانا السلطان في بكرة السّبت حادي عشر ذي القعدة من مكان المعركة، فنزل