معه، يسمّى ظهير الدّين التّرجمان- وفي الحقيقة هو من عند البرواناه- يستوقف مولانا السلطان عن الحركة وما علموا إلى أين، بل كان الأمر شائعا بين الناس أن الحركة إلى جهة سيواس؛ فعدّد مولانا السلطان عليه حسن وفائه بعهده، وأنه أجاب دعاءهم مرّة بعد مرّة من أقصى ملكه مع بعده، وأنهم ما وقفوا عند الشّروط المقرّرة، ولا وفوا بمضمون الرّسائل المسيّرة، وأنهم لما جاء الحقّ وزهق الباطل طلبوا نظرة إلى ميسرة، وأن أعنّتهم للكفر مسلّمة، وأنّهم منذ استيلاء التّتار [على الروم]«١» هم أصحاب المشأمة؛ وعلم مولانا السلطان أن بلاد الرّوم ما بها عسكر يستخلصه لنفسه، ولا من يقابل المغل في غده خوفا ممّا شاهده كلّ منهم في أمسه، وأنهم أهل التذاذ، لا أهل نفاذ، وأهل طرب، لا أهل حرب [وغلب]«٢» ؛ وأهل طيبة عيش، لا قوّاد جيش؛ فردّ السلطان إلى سليمان البرواناه مدّيده «٣» ، وقال: قل له: إنّني قد عرفت الروم وطرقاتها، وأخذت أمّه أسيرة وابن بنته وولده، ويكفينا ما جرى من النّصر الوجيز، وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ
«٤» وما كلّ من قضى فريضة الحجّ يجب عليه المجاورة، ولا بعد هذه المناصرة مناصرة، ولا بعد هذه المحاورة محاورة، ونحن فقد ابتغينا فيما آتانا الله:
من حقن دماء أهل الرّوم وعدم نهب أموالهم الدّار الآخرة، وتنزّهنا عن أموال كنتم للتّتار تستحبّونها، ومغارم كثيرة هي لهم من الجنّات مغانم يأخذونها حين يأخذونها؛ وما كان جلوسنا في تخت سلطنتكم لزيادة بتخت آل سلجوق «٥» ، [بل]«٦» لنعلمكم أنّه لا عائق لنا عن أمر من الأمور يعوق؛