للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولا على عامل، ولا على خطيب ولا على أديب، ولا على خاصّيّ ولا على عامّيّ.

فجمعت- والحمد لله على النّعمة فيك- بين التّواضع والتّحبّب، وبين الإنصاف وقلّة التّزيّد؛ فلا يستطيع عدوّ معلن، ولا كاشح مسرّ، ولا جاهل غبيّ، ولا عالم مبرّز، يزعم أنه رأى في شمائلك وأعطافك- عند تتابع النّعم، وتظاهر المنن- تغيّرا في لقاء ولا في بشر عند المساءلة، ولا في إنصاف عند المعاملة، واحتمال عند المطاولة: الأمر واحد، والخلق دائم، والبشر ظاهر، والحجج ثاقبة، والأعمال زاجية، والنفوس راضية، والعيون ناطقة بالمحبّة، والصّدور مأهولة بالمودّة، والدّاعي كثير، والشاكي قليل؛ وأنت بحمد الله تزداد في كلّ يوم بالتّواضع نبلا، وبالإنصاف فضلا، وبحسن اللّقاء محبّة، وبقلة العجب هيبة.

وقال سهل بن هارون في دعائه لبعض من كان يعتني بشأنه: «اللهم زده من الخيرات، وابسط له في البركات، حتّى يكون كلّ يوم من أيامه موفيا على أمسه، مقصّرا عن فضيلة غده» «١» . وقال في هذا المعنى أعشى همدان، وهو من المخضرمين:

رأيتك أمس خير بني معدّ ... وأنت اليوم خير منك أمس

وبعد غد تزيد الخير ضعفا «٢» ... كذاك تزيد سادة عبد شمس!

قد- والله- أنعم الله عليك وأسبغ، فاشكر الله وأخلص. محتدك

<<  <  ج: ص:  >  >>