للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يقصّر عن رتبته «سحبان» في المقال، أو ترسّل أعيى «عبد الحميد» في رسائله، أو كتب رتعت من روض خطّه في زهر خمائله:

يؤلّف اللّؤلؤ المنثور منطقه ... وينظم الدّرّ بالأقلام في الكتب!

فرأيه السيف لا ما صنع الهند، وعقله الصّارم لا ما استودع الغمد:

ففي رأيه نجح الأمور ولم يزل ... كفيلا بإرشاد الحيارى موفّقا!

أقلامه تزري بالصّوارم وتهزأ بالأسل، وتجري بصلة الأرزاق فتزيد على الأماني وتربو على الأمل:

بت جاره فالعيش تحت ظلاله ... واستسقه فالبحر من أنوائه!

فمكارمه تغني من الإملاق، وبواكره بالإسعاد تبادر الغدوّ والإشراق، وعطاياه تسير سير السّحاب فتمطر الغيث على الآفاق.

كريم مساعي المجد يركب نجدة ... من الشّرف الأعلى وبذل الفواضل

قد خدمته الحظوظ وأسعدته الجدود، وقسمت المنازل السّنيّة فكان له منها سعد السّعود:

لو عدّد الناس ما فيه لما برحت ... تثني الخناصر حتّى ينفد العدد!

فلو غرس الشّوك أثمر العنباء «١» أنّى أرادها، أو حاول العنقاء في الجوّ لصادها، أو زرع في السّباخ «٢» لكان ذلك العام والسّنة الخصبة، ولضوعفت مضاعفة حسناته فأنبتت كلّ حبّة سبع سنابل في كلّ سنبلة مائة حبّة:

وإذا السعادة لا حظتك عيونها ... نم فالمخاوف كلّهن أمان

واصطد بها العنقاء فهي حبائل ... واقتد بها الجوزاء فهي عنان!

<<  <  ج: ص:  >  >>