اضطمارا، وهمّته تتسعّر نارا؛ برجلين تسبق في الحضر يديه، وتقدّ بأظفارها أذنيه، وذنب كالرّداء المسبل يجرّه اختيالا ومرحا، ويتيه عجبا وفرحا، إن انساب قلت: انساب أفعوان، أو صال قلت: أسد خفّان «١» ، أو وثب سبق الوهم في انحطاطه، أو طلب أدرك البرق من نشاطه، أو طلب فات الطّرف في انخراطه؛ أنعم مسّا من أرنب، وأزهى من ثعلب، قد كساه الظّلام خلعته، وقبّل الصّباح طلعته؛ حاز من القندس «٢» صقاله وبهجته، ومن الفنك لينه ونعمته؛ ألبس رداء الشّباب، ونزّه عن تزوير الخضاب؛ إن اختلس فما تأبّط شرّا، أو خاتل أزرى بالشّنفرى مكرا؛ أحدّ نفسا من عمرو بن معدي، لا يصلد قادح زناد بطشه ولا يكدي؛ أنزق من أبي عبّاد، وأصول من عنترة بن شدّاد؛ أفتك من الحارث بن ظالم، وأنهر فصدا للدّم من حاتم، لا يلين ولا يشكو إلى ذي تصميت، «كأنّه كوكب في إثر عفريت» ؛ يكاد عند المخاتلة في انسيابه، يفوت الخاطر أو يخرج من إهابه، إن قارن طيرا أباحه منسرا كمنسر الأسد، أغلب فيه شغا «٣» كأنّه عقد ثمانين في العدد، فينشده: ألا عم صباحا أيّها الطّلل البالي، فلا يحسّ له بعين ولا أثر سجيس «٤» اللّيالي؛ فكأنّ قلوبها رطبا ويابسا لدى وكره العنّاب والحشف البالي «٥» ؛ اعتاد قنص السانح والبارح «٦» ، فما فات ورد المنيّة منه غاد ولا رائح؛ طويل القرا مدمج