أعداؤها من أم خارجة نسب أو ملح، قالت لها: خطب فقال: نكح، فمثلت الأزهار بسبيله، ونبتت في مسيله، وثبتت كاللّحظة في شطّي خميله.
فمن نرجس ترنو الرّواني بأحداقه، وتستعير الشّمس بهجة إشراقه، ويودّ المسك نفحة انتشاقه، يحسد السّندس خضرة ساقه، ويتمنّاه الحمام بدلا من أطواقه؛ كحلّة ندى تترقرق، أو غصن بان لا يزال يورق.
ومن عرار تغنّى مطالعه على عرار، وكلفت به السّواري والغوادي كلف عمرو بعرار؛ فجاء كسوالف الغيد ترفّ، وكوميض الثّغور يعبق ويشفّ.
ومن أقحوان جرى على الثّنايا الغرّ، وسبك من ناصع الدّرّ؛ يقبّله النّسيم فيعبق، ويصبح الجوّ بما [ ... «١» ] ويغبق، ويستقبله ناظرا الشمس فيشرق.
ومن بنفسج كأطواق الورق، أو كاليواقيت الزّرق، تشرّف بأبدع الخلق، وتألّف من الغسق والخلق؛ تلحظه من بين أوراقه نواظر دعج بالأجفان وقيت، وبدموع الكحل سقيت؛ نسيمه ألين من الحرير، ونفسه أعطر من العبير؛ يفاخر به كانون البرد، مفاخرة نيسان بالورد.
وكلّ ربوة قد أخذت زخرفها وازّيّنت، وبيّنت من آيات الله ما بيّنت، كما تتوّج في إيوانه كسرى، واستقبلته وفوده تترى، وانقلبت عن حسن ناديه النّواظر حسرى، وكلّ تلعة مذانب نصولها تسلّ ومضارب فصولها لا تثنى؛ وأراقم تنساب، ولجين يدأب ويذاب؛ على حافاتها نجوم من النّور مشتبكة، وجيوب عن لبّات الغواني منتهكة؛ فلو افتتحت الظّهور والبطون،