للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ونطقت السّهول والحزون، لقالت: قُتِلَ الْخَرَّاصُونَ الَّذِينَ هُمْ فِي غَمْرَةٍ ساهُونَ

«١» .

فشكرا لربّنا شكرا، وسحقا للذين بدّلوا نعمة الله كفرا؛ اللهمّ باريء النّسم، وداريء القسم، وناشر الرّحمة والنّعم، ومنزل الدّيم، وباعث الرّمم، ومحيي الأمم؛ فإنّا نؤمن بقدرك: خيره وشرّه، ونطوي غيثك على غرّه، ولا نتعرّض لنشره حتّى تأذن بنشره، ونعتقد ربوبيّتك كلّ الاعتقاد، ونبرأ إليك من أهل المروق والإلحاد، ونستزيدك من مصالح العباد ومنافع البلاد؛ رزقنا لديك، ونواصينا بيديك، وتوكّلنا عليك، وتوجّهنا إليك؛ ولا نشرك بك في غيبك أحدا، ولا يجد عبد من دونك ملتحدا؛ تباركت وتعاليت، وأمتّ الحيّ وأحييت الميت؛ لا هادي لمن أضللت ولا مضلّ لمن هديت، فاكفنا فيمن كفيت، وتولّنا فيمن تولّيت، إنّك تقضي ولا يقضى عليك، وتقرأ: أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّماءِ ماءً فَتُصْبِحُ الْأَرْضُ مُخْضَرَّةً

«٢» الآية.

وهذه نسخة رسالة، كتب بها الصاحب فخر الدّين عبد الرّحمن بن مكانس، تغمّده الله برحمته، إلى الشّيخ بدر الدين البشتكي عندما زاد النّيل الزيادة المفرطة، سنة أربع وثمانين وسبعمائة «٣» ؛ وهي:

ربّنا اجعلنا في هذا الطّوفان من الآمنين، وسلام على نوح في العالمين.

<<  <  ج: ص:  >  >>