فأتى من النّوتية على الصّغير والكبير، ومن المراكب وممرّها على النّقير والقطمير «١» .
هذا بعد أن ترك جامع الخطيريّ «٢» على خطر، وحيطانه يانعة الثّمر؛ قد دنا قطافها، وحان تلافها؛ فكأنّي به وقد منع رفده، وتلا على محرابه سورة السّجدة.
قلت: فجزيرة الفيل «٣» ؟ قال: اقتلع أشجارها بشروشها، وترك سواقيها خاوية على عروشها.
قلت: فالتاج والسبعة وجوه «٤» ؟ قال: هجم على حرمها، وعمّ الوجوه من فرقها إلى قدمها؛ فبلّ ثرى الموتى في التّخوم، وعنت الوجوه للحيّ القيّوم؛ قلت: فما الحيلة؟، قال: ترك الحيلة:
دعها سماويّة تجري على قدر ... لا تفسدنها برأي منك راضي «٥»
طال الكتاب، وخرجنا عن فصل الخطاب:
ولربّما ساق المحدّث بعض ما ... ليس النّديّ إليه بالمحتاج!
وكأنّي بقائل يقول: أليس من الكبر أن يستخدم هذا في رسالته ملوك الكلام، ومن الحمق أن يجلي عرائس أفكاره بما للناس من حلي النّثار