مثل العقارب أذنابا معقّدة ... لمن تأمّلها أو حقّق النّظرا!
إن مدّها قمر منهم وعاينه ... مسافر الطّير فيها أو نوى «١» سفرا
فهو المسيء اختيارا إذ نوى سفرا ... وقد رأى طالعا في العقرب القمرا!
ومن البنادق كرات متّفقة السّرد، متّحدة العكس والطّرد، كأنما خرطت من المندل الرّطب أو عجنت من العنبر الورد؛ تسري كالشّهب في الظلام، وتسبق إلى مقاتل الطّير مسدّدات السّهام:
مثل النّجوم إذا ما سرن في أفق ... عن الأهلّة لكن نونها راء
ما فاتها من نجوم اللّيل إن رمقت ... إلا ثبات يرى فيها وأضواء
تسري ولا يشعر اللّيل البهيم بها ... كأنّها في جفون اللّيل إغفاء
وتسمع الطّير إذ تهفو قوادمه ... خوافقا في الدّياجي وهي صمّاء!!!
يصونها جراوة «٢» كأنها درج درر، أو درج غرر، أو كمامة ثمر، أو كنانة نبل، أو غمامة وبل؛ حالكة الأديم، كأنّما رقمت بالشّفق حلّة ليلها البهيم:
كأنّها في وضعها مشرق ... تنبثّ منه في الدّجى الأنجم
أو ديمة قد أطلعت قوسها ... ملوّنا وانبثقت تسجم!
فاتّخذ كلّ له مركزا، وتقضّى من الإصابة وعدا منجزا، وضمن له السّعد أن يصبح لمراده محرزا:
كأنّهم في يمن أفعالهم ... في نظر المنصف والجاحد:
قد ولدوا في طالع واحد ... وأشرقوا من مطلع واحد!
فسرت علينا من الطّير عصابة، أظلّتنا من أجنحتها سحابة، من كلّ طائر