فاستقبله الحادي عشر ووثب، ورماه حين «١» حاذاه من كثب، فسقط كفارس تقطّر عن جواده، أو وامق «٢» أصيبت حبّة فؤاده؛ فحمله بساقه، وعدل به إلى رفاقه.
واقترن به مرزم له في السماء سميّ «٣» معروف، ذو منقار كصدغ معطوف، كأن رياشه فلق اتّصل به شفق، أو مآء صاف علق بأطرافه علق:
له جسم من الثّلج ... على رجلين من نار:
إذا أقلع ليلا قلت ... برق في الدّجى ساري!
فانتحاه الثاني عشر ميمّما، ورماه مصمّما، فأصابه في زوره، وحصّله من فوره، وحصل له من السّرور ما خرج به عن طوره.
والتحق به سبيطر، كأنه [مدية]«٤» مبيطر؛ ينحطّ كالسّيل، ويكرّ على الكواسر كالخيل، ويجمع من لونيه بين ضدّين يقبل منهما بالنّهار ويدبر باللّيل؛ يتلوّى في منقاره الأيم «٥» ، تلوّي التّنّين في الغيم:
تراه في الجوّ ممتدّا وفي فمه ... من الأفاعي شجاع أرقم ذكر: