وهذه نسخة صداق ناصر الدّين محمد بن الخطيريّ، من إنشاء المقرّ الشّهابيّ بن فضل الله؛ وهي:
الحمد لله الذي زاد الأصول الطّيّبة قربا، وزان الأنساب الطّاهرة بصلة تتأكّد حبّا، وصان كرائم البيوت القديمة الفخار بمن يناضل عن حسبه ذبّا، ويناظر العلياء فلم يبن إلا بين منازل النّجوم بيوتا ولم يسبل سوى السّمر سمر القنا حجبا.
نحمده حمد من دعاه قبل بثّ النّسم فلبّى، واستدعاه لأخذ العهد عليه أمام تفريق القسم فما تأبّى، ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له شهادة تستنطق ألسنة وتشكر قلبا، وتستغدق أنواء السّرور فتضيء البشائر بروقا وتمطر الرّحمة سحبا، ونشهد أن محمدا عبده ورسوله الذي قام في تكثير الأمّة حتى زاد عددها على مواقع القطر وأربى، وقال مما أمر به: قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى
«١» صلّى الله عليه وعلى آله وصحبه وعلى أقربائه صلاة تضمّ آلا وصحبا، ما سارت الشّهب تقطع الآفاق شرقا وغربا، وسلّم تسليما.
وبعد، فإنّ أولى ما اشتبك وشيجه، واشتبه في منابت الأيك بهيجه، وانتبه في أرائك الخمائل أريجه، وانتدب لإتيانه الأفق وظهر عليه من ذهب العشاء تمويهه ومن لمع الصّباح تدبيجه- ما اتّبعت فيه الشريعة المطهّرة حيث لا تختلف الأئمّة، والسّنة النبويّة على من سنّها أفضل الصلاة والسّلام فيما تأتلف به البعداء وتكثر لمباهاته الأمم يوم القيامة هذه الأمّة، وتدنو به الأجانب بعضهم من بعض ويجعل بينهم مودّة ورحمة، وتعدّ به أياد جمّة لا