بسجعه، ونحاها بإنشائه الذي هو عمدة المتأدّبين فلا عجب في رفعه، ونظم ببيانه نفائس الدّرر ففدتها بالعين «صحاح الجوهريّ» ، وفتح بجيش بلاغته معاقل المعاني الممتنعة وحسبك بالفتح العمريّ:
بيانه السّحر قد أخفى معاقده ... لكن أرانا لسرّ الفضل إنشاء
إذا أراد أدار الرّاح منطقه ... نظما ويطربنا بالنّثر إن شاء!
والله تعالى يبهج نفسه بما يصبح به الحاسد وهو مكمد، ويقرّ عينه بهذا الولد النّجيب حتى لا يبرح يقول: أشكر الله وأحمد، بمحمد وآله.
ومن ذلك ما كتب به الشيخ شمس الدّين محمد بن عبد الدائم، لولدي نجم الدّين أبي الفتح محمد، حين عرض عليه «المنهاج» في الفقه للنّوويّ، في سنة ثلاث عشرة وثمانمائة؛ وهو:
الحمد لله الذي أوضح بنجم الدّين منهاج الفقه وأناره، وأفصح لسانه بكتاب من عند الله وأثاره، فسطعت أنوار شهابه لمن استنبطه وأثاره- من يرد الله به خيرا يفقّهه في الدّين ويرفع مناره- والصلاة والسّلام على سيدنا محمد المخصوص بعموم الرّسالة، والمنصوص فضله بجميع أنواع الدّلالة، وعلى آله وصحبه نجوم الهدى، وشهب التّأسّي والاقتدا.
وبعد، فقد عرض عليّ الفقيه الفاضل نجل الأفاضل، وسليل الأماثل، ذو الهمّة العليّة، والفطنة الذّكيّة، والفطرة الزّكية، نجم الدّين، أبو عبد الله محمد بن فلان: نفع الله به كما نفع بوالده، وجمع له بين طارف العلم وتالده- مواضع متعدّدة من «المنهاج» في فقه الإمام الشافعيّ المطّلبيّ- رضي الله عنه وعنّا به- تأليف الحبر العلّامة وليّ الله أبي زكريا بن شرف بن مري النّوويّ، سقى الله تعالى ثراه، وجعل الجنّة مأواه، دلّ حفظه لها على