حفظ الكتاب، كما فتح الله له مناهج الخير دقّه وجلّه، وكان العرض في يوم كذا.
وكتب علّامة العصر الشيخ عزّ الدّين بن جماعة «١» ما صورته:
كذلك عرض عليّ المذكور باطنها عرضا حسنا، محرّرا مهذّبا مجادا متقنا؛ عرض من أتقن حفظه، وزيّن بحسن الأداء لفظه، وأجزل له من عين العناية حظّه، مرّ فيه مرور الهملاج الوساع «٢» ، في فسيح ذي السّباع. وقد دلّني ذلك منه- نفعه الله تعالى ونفع به، ووصل أسباب الخير بسببه، على علوّ همّته، ووفور أريحيّته، وتوقّد فكرته، واتّقاد فطنته؛ وأصله في ذلك كلّه عريق:
سجيّة تلك منهم غير محدثة ... إنّ الخلائق- فاعلم- شرّها البدع!
وقد أذنت له أن يروي عنّي الكتاب المذكور، وجميع ما يجوز لي وعنّي روايته من مصنّفاتي وغيرها من منظوم ومنثور، ومنقول ومعقول ومأثور، بشرطه المعتبر، عند أهل الأثر. وكتب فلان في تاريخ كذا.
ومن ذلك ما كتبته لمن اسمه «محمد» ولقبه «شمس الدين» من أبناء بعض الإخوان: وقد عرض عليّ «الأربعين حديثا» للشيخ محيي الدّين النّوويّ رحمه الله، و «الورقات» في الأصول لإمام الحرمين، و «اللّمحة