البدريّة» في النّحو للشيخ أثير الدّين أبي حيّان دفعة واحدة، وهو لدون عشر سنين؛ وهو:
الحمد لله الذي أطلع من دراريّ الأفاضل في أفق النّجابة شمسا، وأظهر من أفاضل الذّراري ما يغضّ به المخالف طرفا ويرفع به المحالف رأسا، وألحق بالأصل الكريم فرعه في النجابة فطاب جنّى وأعرق أصلا وزكا غرسا، وأبرز من ذوي الفطر السليمة من فاق بذكائه الأقران فأدرك العربيّة في لمحة، وسما بفهمه الثاقب على الأمثال فأمسى وفهم «الورقات» لديه كالصّفحة، وخرق بكرم بدايته العادة فجاز الأربعين لدون العشر وأتى على ذلك بما يشهد له بالصّحّة، والصلاة والسّلام على سيدنا محمد الذي عمّت بركة اسمه الشريف سميّه ففاز منها بأوفر نصيب، وخصّ بإلهام التّسمية به أولو الفضل والنّهى فما سمّي به إلا نجيب، وعلى آله وصحبه الذين أينعت بهم روضة العلم وأزهرت، وأورقت شجرة المعارف وأثمرت.
وبعد، فقد عرض عليّ فلان مواضع من كتاب كذا وكتاب كذا، فمرّ فيها مرور الصّبا، وجرى في ميدانها جري الجواد فما حاد عن سنن الطريق ولا كبا «١» .
وأما الإجازة بالمرويّات على الاستدعاءات:- فمن ذلك ما كتب به الشّيخ صلاح الدين الصّفديّ رحمه الله على استدعاء كتب له به القاضي شهاب الدين أحمد الحنبلي خطيب بيت الآلهة، وكاتب الدّست بالشّأم، يطلب منه فيه الإجازة لنفسه؛ وهو:
الحمد لله الذي إذا دعي أجاب، وإذا أنعم على الأديب بذوق أتى في نظمه ونثره بالعجاب، وإذا وهب البليغ فطرة سليمة لم يكن على حجاه حجاب.