قاعدة الأعمال المنوفيّة، وقد تقدّم الكلام عليها في المقالة الثانية، ثم منها إلى مدينة المحلّة المعروفة بالمحلّة الكبرى، وهي قاعدة الأعمال الغربيّة، وقد تقدّم الكلام عليها في المقالة الثانية. وقد وهم في «التعريف» فسماها محلّة المرحوم بلدة من بلاد الغربيّة غيرها، ثم منها إلى النحريريّة، وهي مدينة من عمل الغربية، ثم منها إلى الإسكندريّة.
وأما الطريق إلى دمياط وغزّة، فمن مركز القلعة إلى سرياقوس، وهي بلدة من ضواحي القاهرة، وليس المركز في نفس البلد، بل بالقرية المستجدّة بجوار الخانقاه النّاصرية التي أنشأها السلطان الملك الناصر محمد بن قلاوون على القرب من سرياقوس. قال في «التعريف» : وكان قبل هذا بالعشّ، وكان طويل المدى في مكان منقطع، وكانت البريديّة لا تزال تتشكّى منه، فصلح بنقله، وحصل به الرّفق لأمور لم يكن منها إلا قربه من الأسواق المجاورة للخانقاة النّاصريّة وما يوجد فيها، وأنسه بما حولها [لكفى] ، ثم منها إلى بئر البيضاء، وهي مركز بريد منفرد ليس حوله ساكنون، ثم منها إلى مدينة بلبيس قاعدة الأعمال الشّرقية، وقد تقدّم الكلام عليها في المقالة الثانية. قال في «التعريف» : وهي آخر المراكز السّلطانية، وهي التي تشترى خيلها من الأموال السلطانية ويقام لها السّوّاس «١» وتصرف لها العلوفات، ثم منها إلى السّعيديّة، ثم من السّعيدية إلى أشموم الرّمّان قاعدة بلاد الدّقهليّة والمرتاحيّة، وقد تقدّم ذكرها في المقالة الثانية، ومنها إلى دمياط ومن أراد غزّة. وقد تقدّم أنّ مدينة بلبيس هي آخر المراكز السلطانية. ثم السّعيديّة وما بعدها إلى الخرّوبة تعرف بالشّهّارة، خيل البريد بها مقرّرة على عربان ذوي إقطاعات، عليهم خيول موظّفة يحضر بها أربابها عند هلال كلّ شهر إلى المراكز؛ وتستعيدها في آخر الشّهر ويأتي غيرها، ومن هنالك سمّيت