للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وهو الذى قال: لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل، فى غزوة بنى المصطلق، وفى قوله ذلك، نزلت سورة «المنافقون» بأسرها.

وكان ممن تعوذ بالإسلام ودخل فيه مع المسلمين وأظهره، وهو منافق، من أحبار يهود: زيد بن اللصيت، الذى قاتل عمر بن الخطاب رضى الله عنه بسوق بنى قينقاع، وهو الذى قال، حين ضلت ناقة رسول الله صلى الله عليه وسلم: يزعم محمد أنه يأتيه خبر السماء وهو لا يدرى أين ناقته!

فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم، وجاءه الخبر بما قال عدو الله فى رحله، ودل الله تبارك وتعالى رسوله صلى الله عليه وسلم على ناقته: إن قائلا قال: يزعم محمد أنه يأتيه خبر السماء ولا يدرى أين ناقته؟ وإنى والله ما أعلم إلا ما علمنى الله وقد دلنى الله عليها، فهى فى هذا الشعب، قد حبستها شجرة بزمامها. فذهب رجال من المسلمين، فوجدوها حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكما وصف.

ورافع بن حريملة، وهو الذى قال له الرسول الله صلى الله عليه وسلم، حين مات: قد مات اليوم عظيم من عظماء المنافقين.

وكان هؤلاء المنافقون يحضرون إلى المسجد فيستمعون أحاديث المسلمين ويسخرون ويستهزئون بدينهم، فاجتمع يوما فى المسجد منهم ناس، فرآهم رسول الله صلى الله عليه وسلم يتحدثون بينهم خافضى أصواتهم، قد لصق بعضهم ببعض، فأمر بهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخرجوا من المسجد إخراجا عنيفا.

<<  <  ج: ص:  >  >>