ولما انتهى رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى ذى طوى، وقف على راحلته معتجرا بشقة برد حبرة حمراء. وإن رسول الله صلى الله عليه وسلم ليضع رأسه تواضعا لله حين رأى ما أكرمه الله به من الفتح، حتى إن عثنونه ليكاد يمس واسطة الرحل.
ثم إن رسول الله صلى الله عليه وسلم حين فرق جيشه من ذى طوى، أمر الزبير بن العوام أن يدخل فى بعض الناس من كدى، وكان الزبير على المجنبة اليسرى، وأمر سعد بن عبادة أن يدخل فى بعض الناس من كداء.
وأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم خالد بن الوليد فدخل من الليط، أسفل مكة، فى بعض الناس، وكان خالد على المجنبة اليمنى، وفيها أسلم وسليم وغفار ومزينة وجهينة وقبائل من قبائل العرب. وأقبل أبو عبيدة بن الجراح بالصف من المسلمين، ينصب لمكة بين يدى رسول الله صلى الله عليه وسلم. ودخل رسول الله صلى الله عليه وسلم من أذاخر، حتى نزل بأعلى مكة، وضربت له هنالك قبته.
ثم إن صفوان بن أمية، وعكرمة بن أبى جهل، وسهيل بن عمرو، كانوا قد جمعوا ناسا بالخندمة ليقاتلوا، وقد كان حماس بن قيس بن خالد، أخو بنى بكر، يعد سلاحا قبل دخول رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويصلح منه، فقالت له امرأته: لماذا تعد ما أرى؟ قال: لمحمد وأصحابه، قالت: والله ما أراه يقوم لمحمد وأصحابه شىء، قال: والله إنى لأرجو أن أخدمك بعضهم. ثم شهد الخندمة مع صفوان وسهيل وعكرمة. فلما لقيهم المسلمون من أصحاب خالد بن (م ١٦- الموسوعة القرآنية- ج ١)