للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال تعالى: فَبَشِّرْهُ بِمَغْفِرَةٍ وقال تعالى: فَبَشِّرْهُمْ بِعَذابٍ أَلِيمٍ- بَشِّرِ الْمُنافِقِينَ بِأَنَّ لَهُمْ- وَبَشِّرِ الَّذِينَ كَفَرُوا بِعَذابٍ أَلِيمٍ فاستعارة ذلك تنبيه أن أسره ما يسمونه أخير بما ينالهم من العذاب، وذلك نحو قول الشاعر:

نحية بينهم ضرب وجيع

ويصح أن يكون على ذلك قوله تعالى: قُلْ تَمَتَّعُوا فَإِنَّ مَصِيرَكُمْ إِلَى النَّارِ وقال عزّ وجلّ: وَإِذا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِما ضَرَبَ لِلرَّحْمنِ مَثَلًا ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ ويقال أبشر أي وجد بشارة نحو أبقل وأمحل وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ وأبشرت الأرض حسن طلوع نبتها ومنه قول ابن مسعود- رضى الله عنه- «من أحب القرآن فليبشر» أي فليسر. قال الفراء:

إذا ثقل فمن البشرى وإذا خفف فمن السرور، يقال: بشرته فبشر نحو جبرته فجبر، وقال سيبويه: فأبشر، قال ابن قتيبة: هو من بشرت الأديم إذا رققت وجهه، قال ومعناه فليضمر نفسه كما

روى «إن وراءنا عقبة لا يقطعها إلا الضمر من الرجال»

وعلى الأول قول الشاعر:

فأعنهم وابشر بما بشروا به ... وإذا هم نزلوا بضنك فانزل

وتباشير الوجه وبشره ما يبدو من سروره، وتباشير الصبح ما يبدو من أوائله، وتباشير النخل ما يبدو من رطبه، ويسمى ما يعطى المبشر بشرى وبشارة.

(بصر) : البصر يقال للجارحة الناظرة نحو قوله تعالى: كَلَمْحِ الْبَصَرِ- وَإِذْ زاغَتِ الْأَبْصارُ وللقوة التي فيها ويقال لقوة القلب المدركة بصيرة وبصر نحو قوله تعالى: فَكَشَفْنا عَنْكَ غِطاءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ وقال:

ما زاغَ الْبَصَرُ وَما طَغى وجمع البصر أبصار، وجمع البصيرة بصائر قال تعالى: فَما أَغْنى عَنْهُمْ سَمْعُهُمْ وَلا أَبْصارُهُمْ ولا يكاد يقال للجارحة بصيرة ويقال من الأول أبصرت ومن الثاني أبصرته وبصرت به وقلما يقال بصرت فى الحاسة إذا لم تضامه رؤية القلب. وقال تعالى فى الإبصار: لِمَ تَعْبُدُ ما لا يَسْمَعُ وَلا يُبْصِرُ

- رَبَّنا أَبْصَرْنا وَسَمِعْنا- وَلَوْ كانُوا لا يُبْصِرُونَ- وَأَبْصِرْ فَسَوْفَ يُبْصِرُونَ- بَصُرْتُ بِما لَمْ يَبْصُرُوا بِهِ ومنه أَدْعُوا إِلَى اللَّهِ عَلى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ

<<  <  ج: ص:  >  >>