للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يصح أن يكون جمعا نحو بكى وأن يكون مصدرا موصوفا به. والجاثية فى قوله عزّ وجلّ: وَتَرى كُلَّ أُمَّةٍ جاثِيَةً فموضع موضع الجمع، كقولك جماعة قائمة وقاعدة.

(جحد) : الجحود نفى ما فى القلب إثباته وإثبات ما فى القلب نفيه، يقال جحد جحودا وجحدا قال عزّ وجلّ: وَجَحَدُوا بِها وَاسْتَيْقَنَتْها أَنْفُسُهُمْ وقال عزّ وجلّ: بِآياتِنا يَجْحَدُونَ ويجحد يختص بفعل ذلك يقال رجل جحد شحيح قليل الخير يظهر الفقر، وأرض جحدة قليلة النبت، يقال جحدا له ونكدا وأجحد صار ذا جحد.

(جحم) : الجحمة شدة تأجج النار ومنه الجحيم، وجحم وجهه من شدة الغضب استعارة من جحمة النار وذلك من ثوران حرارة القلب، وجحمتا الأسد عيناه لتوقدهما.

(جد) : الجد قطع الأرض المستوية ومنه جد فى سيره يجد جدا وكذلك جد فى أمره وأجد صار ذا جد، وتصور من جددت الأرض القطع المجرد فقيل جددت الأرض إذا قطعته على وجه الإصلاح، وثوب جديد أصله المقطوع ثم جعل لكل ما أحدث إنشاؤه، قال بَلْ هُمْ فِي لَبْسٍ مِنْ خَلْقٍ جَدِيدٍ إشارة إلى النشأة الثانية وذلك قولهم: أَإِذا مِتْنا وَكُنَّا تُراباً ذلِكَ رَجْعٌ بَعِيدٌ وقوبل الجديد بالخلق لما كان المقصود بالجديد القريب العهد بالقطع من الثوب، ومنه قيل الليل والنهار الجديدان والأجدان، قال تعالى: وَمِنَ الْجِبالِ جُدَدٌ بِيضٌ جمع جدة أي طريقة ظاهرة من قولهم طريق مجدود أي مسلوك مقطوع. ومنه جادة الطريق، والجدود والجداء من الضأن التي انقطع لبنها، وجد ثدى أمه على طريق الشتم، وسمى الفيض الإلهى جدا قال تعالى: وَأَنَّهُ تَعالى جَدُّ رَبِّنا أي فيضه وقيل عظمته وهو يرجع إلى الأول، وإضافته إليه على سبيل اختصاصه بملكه، وسمى ما جعل الله تعالى للإنسان من الحظوظ الدنيوية جدا وهو البخت فقيل جددت وحظظت،

وقوله عليه السلام «لا ينفع ذا الجد منك الجد»

أي لا يتوصل إلى ثواب الله تعالى فى الآخرة وإنما ذلك بالجد فى الطاعة وهذا هو الذي أنبأ عنه قوله تعالى: مَنْ كانَ يُرِيدُ الْعاجِلَةَ عَجَّلْنا لَهُ فِيها ما نَشاءُ لِمَنْ نُرِيدُ الآية وَمَنْ أَرادَ الْآخِرَةَ وَسَعى لَها سَعْيَها وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولئِكَ كانَ سَعْيُهُمْ مَشْكُوراً وإلى ذلك أشار بقوله: يَوْمَ لا يَنْفَعُ مالٌ وَلا بَنُونَ والجد أبو

<<  <  ج: ص:  >  >>