المؤمنين فى القيامة لا بقدر استحقاقهم بل بأكثر منه كما قال عزّ وجلّ: مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً فَيُضاعِفَهُ لَهُ أَضْعافاً كَثِيرَةً وعلى نحو هذه الأوجه قوله تعالى: فَأُولئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ يُرْزَقُونَ فِيها بِغَيْرِ حِسابٍ
، وقوله تعالى:
هذا عَطاؤُنا فَامْنُنْ أَوْ أَمْسِكْ بِغَيْرِ حِسابٍ وقد قيل: تصرف فيه تصرف من لا يحاسب أي تناول كما يجب وفى وقت ما يجب وعلى ما يجب وأنفقه كذلك.
والحسيب والمحاسب من يحاسبك، ثم يعبر به عن المكافي بالحساب، وحسب يستعمل فى معنى الكفاية حَسْبُنَا اللَّهُ أي كافينا هو وحَسْبُهُمْ جَهَنَّمُ- وَكَفى بِاللَّهِ حَسِيباً أي رقيبا يحاسبهم عليه. وقوله: ما عَلَيْكَ مِنْ حِسابِهِمْ مِنْ شَيْءٍ وَما مِنْ حِسابِكَ عَلَيْهِمْ مِنْ شَيْءٍ فنحو قوله: عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ ونحوه وَما عِلْمِي بِما كانُوا يَعْمَلُونَ إِنْ حِسابُهُمْ إِلَّا عَلى رَبِّي وقيل معناه ما من كفايتهم عليكم بل اللَّه يكفيهم وإياك من قوله: عَطاءً حِساباً أي كافيا من قولهم حسبى كذا، وقيل أراد منه عملهم فسماه بالحساب الذي هو منتهى الأعمال. وقيل احتسب ابنا له، أي اعتد به عند اللَّه والحسبة فعل ما يحتسب به عند اللَّه تعالى الم أَحَسِبَ النَّاسُ- أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئاتِ- وَلا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ- فَلا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ مُخْلِفَ وَعْدِهِ رُسُلَهُ- أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ فكل ذلك مصدره الحسبان والحسبان، أن يحكم لأحد النقيضين من غير أن يخطر الآخر بباله فيحسبه ويعقد عليه الإصبع، ويكون بغرض أن يعتريه فيه شك، ويقارب ذلك الظن لكن الظن أن يخطر النقيضين بباله فيغلب أحدهما على الآخر.
(حسد) : الحسد تمنى زوال نعمة من مستحق لها وربما كان مع ذلك سعى فى إزالتها.
(حسر) : الحسد كشف الملبس عما عليه، يقال حسرت عن الذراع والحاسر من لا درع عليه ولا مغفر، والمحسرة المكنسة وفلان كريم المحسر كناية عن المختبر، وناقة حسير انحسر عنها اللحم والقوة، ونوق حسرى والحاسر المعيا لانكشاف قواه، ويقال للمعيا حاسر ومحسور، أما الحاسر فتصور أنه قد حسر بنفسه قواه، وأما المحسور فتصور أن التعب قد حسره وقوله عزّ وجلّ: يَنْقَلِبْ إِلَيْكَ الْبَصَرُ خاسِئاً وَهُوَ حَسِيرٌ يصح أن يكون بمعنى حاسر وأن يكون بمعنى