للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أو ما يؤدى إلى المال، فاستدعاء المعرفة جوابه على اللسان واليد خليفة له بالكتابة أو الإشارة، واستدعاء المال جوابه على اليد واللسان خليفة لها إما بوعد أو برد.

إن قيل كيف يصح أن يقال السؤال يكون للمعرفة ومعلوم أن اللَّه تعالى يسأل عباده نحو: وَإِذْ قالَ اللَّهُ يا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ قيل إن ذلك سؤال لتعريف القوم وتبيتهم لا لتعريف اللَّه تعالى فإنه علام الغيوب، فليس يخرح عن كونه سؤالا عن المعرفة، والسؤال للمعرفة يكون تارة للاستعلام وتارة للتبكيت كقوله تعالى:

وَإِذَا الْمَوْؤُدَةُ سُئِلَتْ ولتعرف المسئول. والسؤال إذا كان للتعريف تعدى إلى المفعول الثاني تارة بنفسه وتارة بالجار، تقول سألته كذا وسألته عن كذا وبكذا وبعن أكثر وَيَسْئَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ- وَيَسْئَلُونَكَ عَنْ ذِي الْقَرْنَيْنِ- يَسْئَلُونَكَ عَنِ الْأَنْفالِ وقال تعالى: وَإِذا سَأَلَكَ عِبادِي عَنِّي وقال:

سَأَلَ سائِلٌ بِعَذابٍ واقِعٍ وإذا كان السؤال لاستدعاء مال فإنه يتعدى بنفسه أو بمن نحو: وَإِذا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتاعاً فَسْئَلُوهُنَّ مِنْ وَراءِ حِجابٍ- وَسْئَلُوا ما أَنْفَقْتُمْ وَلْيَسْئَلُوا ما أَنْفَقُوا وقال: وَسْئَلُوا اللَّهَ مِنْ فَضْلِهِ ويعبر عن الفقير إذا كان مستدعيا لشىء بالسائل نحو: وَأَمَّا السَّائِلَ فَلا تَنْهَرْ وقوله: لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ.

(سام) : السوم أصله الذهاب فى ابتغاء الشيء، فهو لفظ لمعنى مركب من الذهاب والابتغاء وأجرى مجرى الذهاب فى قولهم سامت الإبل فهى سائمة ومجرى الابتغاء فى قولهم سمت كذا قال يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذابِ ومنه قيل سيم فلان الخسف فهو يسام الخسف ومنه السوم فى البيع فقيل صاحب السلعة أحق بالسوم، ويقال سميت الإبل فى المرعى وأسمتها وسومتها، قال: وَمِنْهُ شَجَرٌ فِيهِ تُسِيمُونَ والسيماء والسيمياء العلامة، قال الشاعر:

له سيمياء لا تشق على البصر

وقال تعالى: سِيماهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ وقد سومته أي أعلمته ومسومين أي معلمين ومسومين معلمين لأنفسهم أو لخيولهم أو مرسلين لها

وروى عنه عليه السلام أنه قال: «تسوموا فإن الملائكة قد تسومت» .

(سأم) : السآمة الملائكة مما يكثر لبثه فعلا كان أو انفعالا قال: وَهُمْ لا يَسْأَمُونَ وقال: لا يَسْأَمُ الْإِنْسانُ مِنْ دُعاءِ الْخَيْرِ وقال الشاعر:

<<  <  ج: ص:  >  >>