للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بَلْ كَذَّبُوا بِالْحَقِ

- كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ فَكَذَّبُوا عَبْدَنا- كَذَّبَتْ ثَمُودُ وَعادٌ بِالْقارِعَةِ- وَإِنْ يُكَذِّبُوكَ فَقَدْ كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ- وَإِنْ يُكَذِّبُوكَ فَقَدْ كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وقال تعالى: فَإِنَّهُمْ لا يُكَذِّبُونَكَ قرىء بالتخفيف والتشديد، ومعناه لا يجدونك كاذبا ولا يستطيعون أن يثبتوا كذبك، وقوله تعالى: حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا أي علموا أنهم تلقوا من جهة الذين أرسلوا إليهم بالكذب فكذبوا نحو فسقوا وزنوا وخطئوا إذا نسبوا إلى شىء من ذلك، وذلك قوله: إِنْ كُلٌّ إِلَّا كَذَّبَ الرُّسُلَ وقرىء:

كَذَّبُوا بالتخفيف من قولهم كذبتك حديثا أي ظن المرسل إليهم أن المرسل قد كذبوهم فيما أخبروهم به أنهم إن لم يؤمنوا بهم نزل بهم العذاب وإنما ظنوا ذلك من إمهال اللَّه تعالى إياهم وإملائه لهم، وقوله تعالى: لا يَسْمَعُونَ فِيها لَغْواً وَلا كِذَّاباً الكذاب التكذيب والمعنى لا يكذبون فيكذب بعضهم بعضا، ونفى التكذيب عن الجنة يقتضى نفى الكذب عنها وقرىء: كِذَّاباً من المكاذبة أي لا يتكاذبون تكاذب الناس فى الدنيا، يقال حمل فلان على فرية وكذب كما يقال فى ضده صدق. وكذب لبن الناقة إذا ظن أن يدوم مدة فلم يدم. وقولهم كذب عليك الحج قيل معناه وجب فعليك به، وحقيقته أنه فى حكم الغائب البطيء وقته كقولك قد فات الحج فبادر أي كاد يفوت. وكذب عليك العسل بالنصب أي عليك بالعسل وذلك إغراء، وقيل العسل هاهنا العسلان وهو ضرب من العدو، والكذابة ثوب ينقش بلون صبغ كأنه موشى وذلك لأنه يكذب بحاله.

(كر) : الكر العطف على الشيء بالذات أو بالفعل، ويقال للحبل المفتول كر وهو فى الأصل مصدر وصار اسما وجمعه كرور، قال تعالى: ثُمَّ رَدَدْنا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ- فَلَوْ أَنَّ لَنا كَرَّةً فَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ- وَقالَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا لَوْ أَنَّ لَنا كَرَّةً- لَوْ أَنَّ لِي كَرَّةً والكر كرة رحى زور البعير ويعبر بها عن الجماعة المجتمعة، والكركرة تصريف الريح السحاب، وذلك مكرر من كر.

(كرب) : الكرب الغم الشديد، قال تعالى: فَنَجَّيْناهُ وَأَهْلَهُ مِنَ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ والكربة كالغمة وأصل ذلك من كرب الأرض وهو قلبها بالحفر فالغم يثير النفس إثارة ذلك، وقيل فى مثل: الكراب على البقر، وليس ذلك من

<<  <  ج: ص:  >  >>