قولهم:«الكراب على البقر» فى شىء ويصح أن يكون الكرب من كربت الشمس إذا دنت للمغيب وقولهم إناء كربان أي قريب نحو قربان أي قريب من الملء، أو من الكرب وهو عقد غليظ فى رشا الدلو، وقد يوصف الغم بأنه عقدة على القلب، يقال أكربت الدلو.
(كرس) : الكرسي فى تعارف العامة اسم لما يقعد عليه، قال تعالى:
وَأَلْقَيْنا عَلى كُرْسِيِّهِ جَسَداً ثُمَّ أَنابَ وهو فى الأصل منسوب إلى الكرس أي المتلبد أي المجتمع. ومنه الكراسة للمتكرس من الأوراق، وكرست البناء فتكرس، قال العجاج:
يا صاح هل تعرف رسما مكرسا ... قال: نعم أعرفه، وأبلسا
والكرس أصل الشيء، يقال هو قديم الكرس وكل مجتمع من الشيء كرس، والكروس المتركب بعض أجزاء رأسه إلى بعضه لكبره، وقوله تعالى: وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ فقد روى عن ابن عباس أن الكرسي العلم، وقيل كرسيه ملكه، وقال بعضهم: هو اسم الفلك المحيط بالأفلاك، قال: ويشهد لذلك ما
روى:«ما السموات السبع فى الكرسي إلا كحلقة ملقاة بأرض فلاة» .
(كرم) : الكرم إذا وصف اللَّه تعالى به فهو اسم لإحسانه وإنعامه المتظاهر نحو قوله تعالى: فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ وإذا وصف به الإنسان فهو اسم للأخلاق والأفعال المحمودة التي تظهر منه، ولا يقال هو كريم حتى يظهر ذلك منه. قال بعض العلماء: الكرم كالحرية إلا أن الحرية قد تقال فى المحاسن الصغيرة والكبيرة والكرم لا يقال إلا فى المحاسن الكبيرة كمن ينفق مالا فى تجهيز جيش فى سبيل اللَّه وتحمل حمالة ترقىء دماء قوم، وقوله تعالى: إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقاكُمْ فإنما كان كل ذلك لأن الكرم الأفعال المحمودة وأكرمها وأشرفها ما يقصد به وجه اللَّه تعالى، فمن قصد ذلك بمحاسن فعله فهو التقى، فإذا أكرم الناس أتقاهم، وكل شىء شرف فى بابه فإنه يوصف بالكرم، قال تعالى: أَنْبَتْنا فِيها مِنْ كُلِّ زَوْجٍ كَرِيمٍ- وَزُرُوعٍ وَمَقامٍ كَرِيمٍ- إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ- وَقُلْ لَهُما قَوْلًا كَرِيماً والإكرام والتكريم أن يوصل إلى الإنسان إكرام أي نفع لا يلحقه فيه غضاضة، أو أن يجعل ما يوصل إليه شيئا كريما أي شريفا، قال تعالى: هَلْ أَتاكَ حَدِيثُ ضَيْفِ إِبْراهِيمَ الْمُكْرَمِينَ وقوله: بَلْ عِبادٌ