للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وسلم. وبمحاذاة هذا الكلام مِنْ جهة اليسار كُتِبَ بخط مغاير كلامًا في سبع كلمات لم أستطع قراءته.

ثُمَّ تُرك مقدار سطرين، ثُمَّ كتب وسط السطر: الحمد لله وحده، وبدأ بسطرٍ جديدٍ، وكتب فيه الآتي:

قرأتُ جميع هذا الجزء فى مجالس خمسة عشر، آخرها يوم الأربعاء، تاسع عشر شهر ربيع الآخر، سنة اثنتين وعشرين وتسعمائة. (١) وقرأت الجزء الثاني فى مجالس سبعة عشر، فكمل لي جميع "المعجم" قراءة على الشيخ الإمام شيخ الإسلام أبى الفضل شرف الدين عبد الحق بن محمد السنباطي الشافعي (٢)،

بسماعه على شعبان بن محمد بن حجر (٣) من أول الجزء الرابع والعشرين إلى آخر "المعجم" بقراءة شيخنا الحافظ شمس الدين السخاويّ (٤)، وبإجازة المُسْمَع


(١) وبهذا يتبيَّن أنَّ قارئه محمد بن أحمد المظفري، قد قرأ هذا المجلد على شيخه في خمسة عشر مجلسًا، بداية مِنْ يوم السبت مستهل ربيع الآخر سنة ٩٢٢ هـ، حتي يوم الأربعاء ١٩ ربيع الآخر، فيكون قد قرأه في مدة استغرقت تسعة عشر يومًا.
(٢) الشَّيْخ الْعَلامَة الفهامة عبد الْحق بن مُحَمَّد بن عبد الحق السنباطيُّ القاهريُّ الشَّافِعِي، خاتمة المُسْنِدِين، وبَقِيَّة شُيُوخ الإسلام وصفوة الْعلمَاء الْأَعْلَام، ولد فِي سنة (٨٤٢ هـ) بسنباط، وَنَشَأ بهَا، فحفظ الْقُرْآن، والمنهاج، ثمَّ أقدمه أَبوهُ الْقَاهِرَة فِي ذِي القعدة سنة خمس وَخمسين فقطناها، كان جلداً في تحصيله، مُكِبَّاً على الاشتغال حتى برع، وانتهت إليه الرئاسة بمصر في الفقه والأصول والحديث، وكان عالماً عابداً متواضعاً طارحاً للتكليف، من رآه شهد فيه الولاية والصلاح قبل أن يخالطه، أخذ النَّاس عَنهُ طبقَة بعد أُخْرَى، وَألْحق الأحفاد بالأجداد، تُوفّي فجر لَيْلَة الْجُمُعَة مستهل شهر رَمَضَان سنة (٩٣١ هـ)، وَصلي عَلَيْهِ عِنْد بَاب الْكَعْبَة، عقيب صَلَاة الْجُمُعَة، وشيعه خلق بِحمْل جنَازَته على الرؤوس، وَطَابَتْ برؤيتها النُّفُوس. يُنظر: "الضوء اللامع" (٤/ ٣٧)، "النور السافر عن أخبار القرن العاشر" (ص/١٤١)، "الكواكب السائرة بأعيان المئة العاشرة" (١/ ٢٢٢).

والسنباطي: إمَّا أن تكون بفتح السين، نسبة إلى سَنْبَاط، قال ياقوت الحموي في "معجم البلدان" (٣/ ٢٦١): كذا تقولها العوامّ، ويُقال لها أيضًا: سَنْبُوطيَّة وسَنْمُوطيّة: بليد حسن في جزيرة قُوسْنِيّا من نواحي مصر، والله أعلم. وإمَّا أن تكون بضم السين، نسبة إلى سُنْباط، قال الفيروز آبادي في "القاموس المحيط" (ص/٦٧٢): بلدٌ بأعْمالِ المَحَلَّةِ من مِصْرَ. وقال ابن الأثير في "اللباب" (١/ ١٤١): السنباطي: بالضم وسكون النون وموحدة إلى سنباط بلد من الغربية بمصر.
قلتُ: وسُنباط بالضم تقع على بعد ١ كم تقريبًا مِنْ قريتي (كفر حسين)، وهي الآن مِنْ أعمال مركز زفتي - الغربية. وذكر المقريزي في "السلوك لمعرفة دول الملوك" (٤/ ٨٤) - أثناء حديثه عن الوباء والبلاء الذى لم يُعهد في الإسلام مثله سنة (٧٤٩ هـ) - قال: عَمَّ الوباء جميع الأراضي، فَبعث الوزير منجك إلى الغربية كريم الدّين مُسْتَوْفِي الدولة، وَمُحَمّد بن يُوسُف مقدم الدولة، في جمَاعَة، فَدَخَلُوا: سُنْبَاط، وسمنُّود، وبوصير، وسنهور - وما زالت هذه البلاد موجودة إلى الآن، ودخلت معظمها -، وَنَحْوها مِنْ البِلَاد، وأخذُوا مالاً كثيرًا لم يحضروا مِنْهُ سوى سِتِّينَ ألف دِرْهَم.
(٣) شعْبَان بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد الْعَسْقَلَانِيُّ الأَصْل، المصْرِيّ المولد، القاهريُّ الشَّافِعِي، وَيعرف بِابْن حجر، قال السخاويُّ: وَهُوَ حفيد عَم شَيخنَا الحافظ ابن حجر يجْتَمع مَعَه فِي مُحَمَّد الثَّالِث، ولد فِي شعْبَان سنة (٧٨٠ هـ) بِمصْر، وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن، والعمدة وعرضهما على ابن الملقن وَغَيره … رحل إلى شتى البلدان، وَهُوَ مُكْثِرٌ سَمَاعًا وشيوخًا … وقد حدَّث بالكثير من الكتب، أَخذ عَنهُ القدماء، وقرأت عَلَيْهِ جملَة من الْكتب المطولة والاجزاء والمشيخات، مَاتَ فِي لَيْلَة الْأَحَد عَاشر رَمَضَان سنة (٨٥٩ هـ). يُنظر: "الضوء اللامع لأهل القرن التاسع" (٣/ ٣٠٤).
(٤) شمس الدين أبو الخير محمد بن عبد الرحمن السخاويُّ، مُحَدِّثٌ، ومُؤَرِّخٌ، برع في علوم كثيرة كالفقه، والنحو، والحديث، وغيرها، وهو صاحب كتاب "فتح المغيث بشرح ألفية الحديث"، وغيره مِنْ المؤَلَّفات النافعة، رحل كثيرًا في طلب العلم، وأخذ عن كثير من الشيوخ، من أبرزهم: الحافظ ابن حجر العسقلاني، وُلد بالقاهرة ونشأ بها، وتوفي بالمدينة المنورة سنة (٩٠٢ هـ). ترجم لنفسه ترجمة حافلة في "الضوء اللامع" (٨/ ٢)، ويُنظر: "شذرات الذهب" (١٠/ ٢٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>