للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أبي القاسم الزجاجي (١)، وفي رواية: أنني كررت، معناه: حملت، وهكذا هي عند الزمخشري (٢)، وفي رواية: أنني ضربت، وهكذا عند البعلي في شرح الجرجانية.

قوله: "ولم أنكل" أي: ولم أعجز، قوله: "مِسْمعًا" بكسر الميم الأولى وسكون السين المهملة، وهو اسم رجل، قوله: "ثم انثنى" من ثَنَيْتَه؛ أي: ضربته، قوله: "لأعدي" من أعدى فلان فلانًا في الحرب، وهي مجاوزته إلى غيره، قوْله: "الحَرِيد" بفتح الحاء المهملة، أي: الوحيد الفريد، قوله: "نُزّعًا" بضم النون وتشديد الزاي المعجمة، جمع نازع؛ من نزع الشيء من مكانه إذا قلعه، ويقال: نزع إلى أهله إذا اشتاق.

الإعراب:

قوله: "لقد علمت" اللام للتأكيد، وقد للتحقيق، وعلمت: فعل ماض، وقوله: "أولي المغيرة": فاعله، وقوله: "أنني" بفتح الهمزة، وهي مع اسمها وخبرها سدت مسد مفعولي علمت، وقوله: "ولم أنكل" ويروى: بالفاء، عطف على لقيت، وقوله: "عن الضرب" يتعلق بقوله: "لم أنكل"، وقوله: "مسمعًا"، مفعول المصدر، وقال النحاس: يجوز أن يكون منصوبًا بقوله: لقيت.

الاستشهاد فيه:

على قوله: "لقيت" وقوله: "عن الضرب" تنازعا في قوله: "مسمعًا"؛ فالأول فعل والثاني اسم، وعكسه نحو قوله تعالى: ﴿هَاؤُمُ اقْرَءُوا كِتَابِيَهْ﴾ [الحاقة: ١٩] (٣). وفيه استشهاد آخر؛ لكنه لم يورده لذلك، وهو أن المصدر المعرف باللام قد عمل وهو قوله: "عن الضرب" فينتصب مسمعًا، قال سيبويه: والتقدير: عن ضرب مسمعًا، والألف واللام فيه بمنزلة التنوين (٤).

* * *


(١) ينظر شرح الجمل لابن عصفور (١/ ١٧٨).
(٢) ينظر المفصل في علم العربية (٢٢٤)، (دار الجيل، بيروت)، وشرحه لابن يعيش (٦/ ٥٩).
(٣) ينظر شرح التسهيل لابن مالك (٢/ ١٦٥).
(٤) ينظر الكتاب (١/ ١٩٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>