للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الشاهد الثامن والعشرون بعد التسعمائة (١)، (٢)

يَا زَيدُ زَيْدَ اليَعْمُلَاتِ الذُّبَّلِ … تَطَاوَلَ الليْلُ عَلَيكَ فَانْزِلِ

أقول: قائله هو بعض ولد جرير، وقال النحاس: قائله عبد الله بن رواحة الأنصاري (٣). وهو من الرجز المسدس.

وأراد بزيد زيد بن أرقم، و"اليعملات" بفتح الياء آخر الحروف وسكون العين المهملة؛ جمع يعملة وهي الناقة القوية الحمولة، وإنما أضاف زيدًا إلى اليعملات لأنه كان يحدو لها، ولهذا قال:

................................ … تَطَاوَلَ الليْلُ عَلَيكَ فَانْزِلِ

أي: انزل عن ظهرها واحْدُ لها فقد تطاول الليل، و"الذبل" بضم الذال المعجمة وتشديد الباء الموحدة، جمع ذابل بمعنى الضامر؛ كرُكَّع جمع راكع.

الإعراب:

قوله: "يا": حرف نداء، قوله: "زيد" يجوز فيه الوجهان: النصب على تقدير: يا زيد اليعملات، لأنه يكون منادى مضاف، والضم لأنه منادى مفرد معرفة، وأما زيد الثاني فهو منصوب على الوجهين لأنه تأكيد للأول، وقوله: "الذبل" بالجر صفة اليعملات، قوله: "تطاول": فعل و"الليل": فاعله، قوله: "فأنزل": جملة من الفعل والفاعل معطوفة بالفاء على ما قبلها.

الاستشهاد فيه:

في قوله: "يا زيد زيد" حيث وقع المنادى في حال الإضافة مكررًا، ويجوز في الأول الوجهان الضم والفتح، ويجب النصب في الثاني؛ كما بينا (٤).


(١) ابن الناظم (٢٢٥)، وشرح ابن عقيل (٣/ ٢٧٢).
(٢) البيتان من الرجز المشطور من مقطوعة عدتها أربعة أبيات، قالها عبد الله بن رواحة، يخاطب غلامه زيد بن أرقم أثناء سفره إلى مؤتة غازيًا، ديوان عبد الله بن رواحة (١٥٢)، تحقيق: وليد قصاب، وانظر الشاهد في الكتاب لسيبويه (٢/ ٢٠٦)، والخزانة (١/ ٣٦٢)، وابن يعيش (٢/ ١٠)، وهمع الهوامع للسيوطي (٢/ ١٢٢)، وشرح الأشموني (٣/ ١٥٢).
(٣) الجملة الدعائية سقط في (ب).
(٤) إذا كرر المنادى في حال الإضافة ففيه وجهان: أن ينصب الاسمان معًا لأنه منادى مضاف وحذف من الأول لدلالة الثاني عليه، أو يبنى الأول على الضم لأنه منادى مفرد معرفة، وينصب الثاني لأنه منادى مضاف أو توكيد أو عطف لبيان أو بدلًا وبإضمار أعني. ينظر الكتاب لسيبويه (٢/ ٢٠٥، ٢٠٦)، وابن يعيش (٢/ ١٠)، وشرح الأشموني (٣/ ١٥٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>