للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بالباء الموحدة في أوله؛ أي: محتاجات.

الإعراب:

قوله: "ويأوي": جملة من الفعل والفاعل وهو الضمير المستتر فيه الذي يعود إلى الصائد، قوله: "إلى نسوة" يتعلق به وهو في محل النصب لأنه مفعول يأوي، قوله: "عطل": صفة للنسوة.

قوله: "وشعثًا": نصب على الترحم، والمعنى: وارحم شعثًا على ما يجيء بيانه مفصلًا عن قريب -إن شاء الله تعالى-، قوله: "مراضيع" نصب لأنه صفة شعثًا، قوله: "مثل السعالي" بالنصب -أيضًا- صفة بعد صفة، والسعالي مجرور بالإضافة.

الاستشهاد فيه:

في قوله: "وشعثًا" حيث جاء منصوبًا بفعل مضمر على الاختصاص ليبين أن هذا الضرب من النساء أسوأ حالًا من الضرب الأول الذي هو العطل منهن، تقديره: أعني شعثًا، ومثل هذا يسمى نصبًا على الترحم كما قلنا، وذلك أنه لما وصف النسوة التي هي نكرة بصفتين أتبع الأولى وهي قوله: "عطل"، وقطع الثانية وهي قوله: "وشعثًا" بتقدير: أترحم، ولو أتبعهما جاز بأن يقال: وشعثٍ بالجر؛ كما قد جاءت في رواية هكذا، ولو قطعهما لم يجز (١).

الشاهد الخامس عشر بعد الثمانمائة (٢)، (٣)

............................. … تَرمِي بِكَفي كَانَ مِنْ أَرْمَى البَشَر

أقول: لم أقف على اسم راجزه، وأوله (٤):

مَا لكَ عنْدِي غَيرَ سَهْمٍ وَحَجَرْ … وَغَيرَ كبدَاء شَدِيدَة الوَتَر


(١) القطع في النعت إما بالرفع على إضمار مبتدأ، وإما بالنصب على إضمار فعل، ويجب الإتباع إذا اتحد العاملان في المعنى كأن تقول: جاء زيد وأتى عمرو العاقلان، ويجب القطع إذا اختلف العاملان في المعنى والعمل أو في أحدهما نحو: جاء زيد ورأت عمرًا العاقلان أو العاقلين، أما إذا كان المنعوت نكرة تعين في النعت الأول الإتباع، ولهذا جاء: "عطل" بالجر، وجاز في الباقي القطع وهي قوله: "وشعثًا" حيث نصب نصب بتقدير فعل محذوف تقديره: ارحم شعثًا، ويجوز الرفع على تقدير: وهن شعث، ويجوز الجر على الإتباع. ينظر ابن يعيش (٢/ ١٨)، وشرح الأشموني (٣/ ٦٨، ٦٩).
(٢) ابن الناظم (١٩٥).
(٣) البيت من بحر الرجز المشطور، مجهول القائل، وانظره في المقتضب (٢/ ١٣٩)، وابن يعيش (٣/ ٦٢)، والإنصاف (١١٤، ١١٥)، والخزانة (٥/ ٦٥)، والخصائص (٢/ ٣٦٧)، والدرر (٦/ ٢٢)، وشرح التصريح (٢/ ١١٩)، والمغني (١٦٠).
(٤) ينظر ابن يعيش (٣/ ٦٢)، والخزانة (٥/ ٦٥)، والخصائص (٢/ ٣٦٧)، والدرر (٦/ ٢٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>