للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قاله ابن مالك منقول عن سيبويه (١)، ثم عن ابن السراج، وليس هو القائل من ذاته، ولكن هذا لا يستقيم إلا إذا سكنت الياء من المرضي ليستقيم الوزن فافهم.

وقال الأخفش: هي موصولة وليست للتعريف، كأنها لما كانت بمعنى الذي وصلت بصلتها (٢).

وقال ابن عصفور (٣): ومنهم من ذهب إلى أن (أل) ها هنا مبقاة من الذي، وهو مردود؛ لأنها لو كانت كذلك لجاز أن يقع في صلتها الماضي كما جاز في صلة الذي، فلما اختصت بالفعل الشبه للوصف وهو المضارع دل على إبهامه.

الشاهد الحادي عشر (٤) , (٥)

١١ / قه أَقَائِلُنَّ أَحْضِرُوا الشُّهُودَا … .............................

أقول: قائله رؤبة بن العجاج، وتمامه:


= حرف التعريف في اختصاصه بالاسم كحرف التنفيس في اختصاصه بالفعل، فكما لا يدخل حرف التنفيس على اسم لا يدخل حرف التعريف على فعْل، فوجب اعتقاد الألف واللام في: الترضى واليجدع واليرى واليروح أسماء بمعنى الذي لا حرف تعريف، ثم قال: "وعندي أن مثل هذا غير مخصوص بالضرورة لتمكن قائل الأول أن يقول: (ما أنت بالحكم المرضي حكومته)، وتمكن قائل الثاني أن يقول: (إلى ربنا صوت الحمار يجدع)، ولتمكن الثالث من أن يقول: (ما من يروح)، ولتمكن الرابع من أن يقول: (وما من يرى)، فإذا لم يفعلوا ذلك مع استطاعته ففي ذلك إشعار بالاختيار وعدم الاضطرار، وأيضًا فمقتضى النظر وصل الألف واللام؛ إذ هما من الموصولات الاسمية بما توصل به أخواتها من الجمل الاسمية والفعلية والظروف، فمنعوها ذلك حملًا على المعرفة؛ لأنها مثلها في اللفْظ وجعلوا صلتها ما هو جملة في المعنى، ومفرد في اللفظ صالح لدخول المعرفة عليه، وهو اسم الفاعل وشبهه من الصفات، ثم كان في التزام ذلك إيهام أن الألف واللام معرفة لا اسم موصول، فقصدوا التنصيص على مغايرة المعرفة فأدخلوها على الفعل المشابه لاسم الفاعل وهو المضارع، فلما كان حاملهم على ذلك هذا السبب وفيه إبداء ما يحق إبداؤه وكشف ما لا يصلح إخفاؤه، استحق أن يجعل مما حكم فيه بالاختيار، ولا يخص بالاضطرار، ولذلك لم يقل في أشعارهم". شرح التسهيل (١/ ٢٠١، ٢٠٢).
(١) (س) رمز سيبويه، وينظر الكتاب (١/ ٢٠٠ - ٢٠٣).
(٢) قال ابن هشام: (أل) على ثلاثة أوجه: أحدها: أن تكون اسمًا موصولًا … وربما وصلت بظرف أو جملة اسمية أو فعلية فعلها مضارع، وذلك دليل على أنها ليست حرف تعريف .... والجميع خاص بالشعر خلافًا للأخفش وابن مالك في الأخير. المغني (٤٩).
(٣) علي بن مؤمن بن محمد بن علي الإشبيلي، صنف: الممتع في التصريف، وشرحًا على الجمل وغير ذلك (ت ٥٦٣ هـ). بغية الوعاة (٢/ ٢١٠).
(٤) توضيح المقاصد (١/ ٤٣)، وأوضح المسالك (١/ ١٩).
(٥) البيت من بحر الرجز لرؤبة بن العجاج، وهو في ديوانه المسمى مجموع أشعار العرب (١٧٣)، وانظرها في المحتسب (١/ ١٩٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>