للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الاستشهاد فيه:

في قوله: "وذا العام سابع" [فإنه استعمل سابع] (١) مفردًا ليفيد الاتصاف بمعناه مجردًا، وهذا بخلاف ما يستعمله الشخص مع أصله ليفيد أن الموصوف به بعض العدد المعين نحو: سابع سبعة، وثامن ثمانية، ونحوهما (٢).

الشاهد الخامس والستون بعد المائة والألف (٣)، (٤)

فكَانَ مِجَنِّي دون مَنْ كُنْتُ أَتَّقِي … ثلاثُ شُخُوصٍ كاعبانِ ومُعْصِرُ

أقول: قائله هو عمر بن أبي ربيعة المخزومي (٥)، وهو من قصيدة طويلة من الطويل.

قوله: "مجني" بكسر الميم وفتح الجيم وتشديد النون، وهو الترس، وتجمع على مِجَانَّ، ويروى: فكان نصيري دون من كنت أتقي، ومعناه: مانعي وساتري دون من كنت، ويروى: بصيري بالباء الموحدة؛ جمعُ بَصِيرة وهي التّرْسُ؛ حكاه أبو عبيدة (٦).

وقال ابن سيده: يؤيده رواية من روى: فكان مجني، قال: وأكثر الناس يروونه: نصيري بالنون وهو تصحيف.

وقال أبو الحجاج: هذا القول فيه إفراط، ورواية النون غير بعيدة من الصواب، وإن كان رواية الباء أظهر لقوله "دون"، ولم يقل على المستعملة مع النصر في مثل هذا النحو، قوله: "كاعبان": تثنيةُ كاعب وهي التي نَهَضَ ثديُها.

وقال الجوهري: الكاعب: الجارية حين يبدو ثديها للنُّهُودِ، وقد كَعِبَتْ تكْعُبُ بالضم كُعُوبًا


(١) ما بين المعقوفين سقط في (ب).
(٢) قال سيبويه في هذا البيت: "هذا باب ما يرتفع فيه الخبر لأنه مبني على مبتدأ أو ينتصب فيه الخبر لأنه حال لمعروف مبني على مبتدأ، فأما الرفع فقولك: هذا الرجل منطلق، فالرجل صفة لهذا، وهما بمنزلة اسم واحد؛ كأنك قلت: هذا منطلق، قال النابغة: (البيت) كأنه قال: وهذا سابغ … ". ينظر الكتاب (٢/ ٨٦)، فالبيت شاهد على أن رفع سابع خبر لذا، فالعام عند سيبويه صفة وإن صح أن يكون بدلا أو عطف بيان وهو بخلاف، ويقصد بقوله: سابع سبعة وثامن ثمانية بالعدد المشتق من اثنين فما فوقها إلى عشرة على وزن فاعل. ينظر الهمع (٢/ ١٥١)، والتصريح (٢/ ٢٧٦).
(٣) ابن الناظم (٢٨٥)، وتوضيح المقاصد (٤/ ٣٠٤)، وأوضح المسالك (٤/ ١٣٥).
(٤) البيت من بحر الطويل، وهو في الغزل، من قصيدة مشهورة في الغزل (أمن آل نعم) لعمر بن أبي ربيعة، وهي في ديوانه (٨٤)، بشرح الشيخ محمد محيي الدين عبد الحميد، وبيت الشاهد (ص ٩٢)، وانظره في الكتاب (٣/ ٥٦٦)، وشرح أبيات سيبويه (٢/ ٣٦٦)، والمقتضب (٢/ ١٤٨)، والمقرب (١/ ٣٠٧)، والإنصاف (٧٧٠)، والتصريح (٢/ ٢٧٥)، واللسان: "شخص"، وظاهرة التركيب في النحو العربي (٢٠٠)، د. أحمد السوداني، أولى (٢٠٠٥ م).
(٥) انظر الديوان (٨٤)، والأغاني (١/ ٩٠).
(٦) ينظر الصحاح مادة: "بصر".

<<  <  ج: ص:  >  >>