للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٨ - قوله: "وما لي إلا آل أحمد شيعة" أي: ما لي أعوان وأنصار غير آل محمد ، قوله: "وما لي إلا مذهب الحق مذهب" أي: ما لي طريق إلا طريق الحق، ويروى: وما لي إلا مشعب الحق مشعب، ومشعب الحق -بفتح الميم: طريقه.

الإعراب:

قوله: "وما لي" الواو للعطف وكلمة ما بمعنى ليس، واسمه هو قوله: "شيعة"، وخبره هو قوله: "لي" وكلمة إلا للاستثناء، و "آل أحمد": كلام إضافي منصوب بإلا لتقدمه على المستثنى منه.

وكان قبل تقدمه يجوز فيه الوجهان: النصب والبدل؛ فالبدل هو المختار، والنصب على أصل الباب، فلما قدم امتنع البدل الذي هو الوجه الراجح؛ لأن البدل لا يتقدم المبدل منه من حيث كان من التوابع كالنعت والتوكيد، فتعين النصب الذي هو مرجوح لأجل الضرورة, قوله:

"وما لي إلا مذهب الحق مذهب" الكلام فيه كالكلام في الشطر الأول سواء.

الاستشهاد فيه:

ظاهر، وهو وجوب النصب عند تقدم المستثنى (١).

الشاهد الحادي والسبعون بعد الأربعمائة (٢) , (٣)

لِأنَّهُمْ يَرْجُونَ منهُ شَفَاعَةً … إِذَا لَمْ يَكُنْ إلا النَّبِيُّونَ شافِعُ

أقول: قائله هو حسان بن ثابت الأنصاري .

وهو من الطويل. المعنى ظاهر.

الإعراب:

قوله: "لأنهم" اللام للتعليل، وأن: حرف من الحروت المشبهة بالفعل وهو اسمه، و"يرجون":


(١) ينظر شرح التسهيل لابن مالك (٢/ ٢٨٠) وشرح الأشموني بحاشية الصبان (٢/ ١٤٩).
(٢) ابن الناظم (١١٨)، أوضح المسالك (٢/ ٦٥).
(٣) البيت من قصيدة من بحر الطويل، قالها حسان بن ثابت يوم بدر، يمدح بها رسول الله والمسلمين، وجاء فيها:
وفوا يوم بدر للرسول وقومهم … ظلال المنايا والسيوف اللوامع
وانظر بيت الشاهد في ديوان حسان (١١٤)، ط. الهيئة العامة للكتاب، د. سيد حسنين، والديوان (٣١٧) بشرح عبد الرحمن البرقوقي، ط. دار الكتاب العربي (١٩٩٠ م)، والدرر (٣/ ١٦٢)، والتصريح (١/ ٣٥٥)، والهمع (١/ ٢٢٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>