للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

و"الارعواء": الانكفاف عن القبيح، وهو مصدر ارعوى يرعوي، قال الجوهري: رعى يرعو؛ أي: كف عن الأمور، يقال: فلان حسن الرعوة، والرعوة والرعوى والارعواء، وقد ارعوى عن القبيح.

والمعنى: ألا انكفاف عن القبيح لمن ولت، أي: أدبرت شبيبته؛ أي: شبابه، وآذنت -بالمد؛ أي: أعلمت بمشيب؛ أي: بشيخوخة بعدها هرم؛ أي: فناء.

الإعراب:

قوله: "ألا ارعواء" الهمزة للاستفهام، وكلمة: "لا" لنفي الجنس قصد بهما التوبيخ والإنكار، وقوله: "ارعواء" اسم لا، وخبره محذوف؛ أي: ألا ارعواء حاصل، قوله: "لمن ولت" يتعلق بالخبر المحذوف، "من": موصولة، و "ولت شبيبته": صلتها، "ولى" فعل ماض، "وشبيبته": فاعله، و "آذنت": عطف على قوله: "ولت"، والباء في: "بمشيب" يتعلق به، قوله: "هرم" مبتدأ، و "بعده" مقدمًا خبره، والجملة صفة للمشيب.

الاستشهاد فيه:

في قوله: "ألا ارعواء" حيث قصد بلا التي لنفي الجنس مع الهمزة التوييخ والإنكار مع بقاء عملها (١).

الشاهد العشرون بعد الثلاثمائة (٢)، (٣)

ألَا عُمْرَ وَلَّى مُسْتَطَاعٌ رُجُوعُهُ … فَيَرْأَبَ مَا أَثْأَتْ يَدُ الغَفَلَاتِ

أقول: هذا احتج (٤) به جماعة من النحاة، ولم أر أحدًا منهم عزاه إلى قائله.

وهو من الطويل.

قوله: "ولى" أي: أدبر، قوله: "فيرأب": من رأبت الإناء إذا أشعبته وأصلحته، ومنه قولهم:


(١) ينظر الشاهد رقم (٣١٨).
(٢) ابن الناظم (٧٣)، وتوضيح المقاصد (١/ ٣٧١)، وأوضح المسالك (٢/ ٢٦)، وشرح ابن عقيل (٢/ ٢٣).
(٣) البيت من بحر الطويل، وقائله مجهول يندم على ما قصر في عمره وضيع في حياته، ويتمنى أن يعود عمره مرة أخرى ليصلح ما فاته ولكن هيهات، وانظر بيت الشاهد في تخليص الشواهد (٤١٥)، والجنى الداني (٣٨٤)، وخزانة الأدب (٤/ ٧٠)، وشرح التصريح (١/ ٢٤٥)، والمغني (٦٩)، وشرح شواهد المغني (٨٠٠)، وشرح عمدة الحافظ (٣١٨)، والمعجم المفصل في شواهد النحو الشعرية (١٤٢).
(٤) في (أ) احتجت.

<<  <  ج: ص:  >  >>