للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الشاهد الثالث عشر بعد الثمانمائة (١)، (٢)

............................... … جَاؤُوا بَمُذقٍ هَلْ رَأَيْتَ الذِّئبَ قَط؟

أقول: ذكره المبرد ونسبه إلى راجز، ولم يعين اسمه، وقيل: هو العجاج، وأول هذا الرجز هو (٣):

١ - بِتْنَا بِحَسَّانَ ومعْزَاه تَئطّ … مَا زِلْتُ أَسْعَى بَينَهُم وَأَغْتَبِطُ

٢ - حَتَّى إِذَا كَانَ الظلامُ يَخْتَلِطْ … جَاؤُوا بِمَذْقٍ هَلْ رَأيْتَ الذئْبَ قَط؟

١ - قوله: "معزاه" المعزى -بكسر الميم- من الغنم خلاف الضأن، وهو اسم جنس، وكذلك المعز والعيز والأمعوز، وواحد المعز: ماعز كصحب وصاحب، والأنثى: ماعزة وهي العنز، والجمع مواعز، قوله: "تئط" أي: تصوّت، وأكثر ما يستعمل هذا في الإبل، وقال الجوهري: الأطيط: صوت الرحل والإبل من ثقل أحمالها (٤).

٢ - قوله: "حتى إذا كان الظلام"، ويروى: "حتى إذا جن الظلام واختلط"؛ من جن عليه [الليل يجن] (٥) بالضم جنونًا، قوله: "بمذق" بفتح الميم وسكون الذال المعجمة وفي آخره قاف، وهو اللبن الممزوج بالماء فيقل بياضه بمزجه بالماء، فيشبه بلون الذئب.

والراجز يصف قومًا أضافوه وأطالوا عليه، ثم أتوه بلبن مخلوط بالماء حتى إن لونه في العشية لون الذئب.

الإعراب:

قوله: "حتى": حرف للانتهاء، و "إذا": ظرف، و "جن الظلام": جملة من الفعل


(١) ابن الناظم (١٩٣)، وتوضيح المقاصد (٣/ ١٤٤)، وأوضح المسالك (٣/ ٣١٠)، وشرح ابن عقيل (٣/ ١٩٩)، والبيت موضحه بياض في (أ).
(٢) بيت من بحر الرجز المشطور، من مقطوعة للعجاج في الديوان (٤٠٤)، تحقيق: سعد صناع، وفيها يذكر أنه نزل ضيفًا على بعض الناس فلم يحسنوا ضيافته، وانظر بيت الشاهد في ابن يعيش (٣/ ٥٢، ٥٣)، واللسان: "خضر"، والمحتسب (٢/ ١٦٥)، والمغني (٥٨٥)، وهمع الهوامع للسيوطي (٢/ ١١٧)، وشرح التصريح (٢/ ١١٢)، والإنصاف (١١٥)، والخزانة (٢/ ١٠٩)، والدرر (٦/ ١٠).
(٣) ديوان العجاج (٤٠٤)، ط. دار صادر، وانظر الكامل للمبرد (٣/ ١٤٩)، تحقيق: محمد أبو الفضل إبراهيم، دار نهضة مصر.
(٤) الصحاح مادة: "أطط"، ومعنى كلمة ألتبط المذكورة في الأبيات هو: العدو والوثوب.
(٥) ما بين المعقوفين سقط في (أ).

<<  <  ج: ص:  >  >>