للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قوله: "في القد" بكسر القاف وتشديد الدال، وهو سير يقد من جلد غير مدبوغ، والقدة أخص منه، والجمع أقدة.

الإعراب:

قوله: "أتيت": جملة من الفعل [والفاعل] (١)، و "بعبد الله" في محل النصب على المفعولية، قوله: "في القد" يتعلق بقوله: "موثقًا"، و "موثقًا" نصب على الحال من عبد الله، قوله: "فهلّا" للتحضيض، قوله: "سعيدًا" نصب بفعل محذوف تقديره: فهلَّا أسرت سعيدًا، أو قيدت، أوثقت ونحوها، قوله: "ذا الخيانة": كلام إضافي صفة لسعيد، قوله: "والغدر" بالجر عطف على الخيانة.

الاستشهاد فيه:

في قوله: "سعيدًا " حيث جاء منصوبًا بعد حرف التحضيض بتقدير العامل؛ إذ التقدير: فهلا أسرت سعيدًا كما ذكرنا، وذلك لأن التحضيض لا يدخل إلا على الفعل كما بين في موضعه (٢).

الشاهد الثامن والخمسون بعد المائة والألف (٣)، (٤)

تَعُدُّونَ عَقْرَ النِّيبِ أفْضَلَ مَجْدِكُم … بني ضَوْطَرَى لولَا الكَميّ المُقَنَّعَا

أقول: قائله هو جرير بن الخطفي، وهو من قصيدة يهجو بها الفرزدق، وقبله (٥):

١ - فلَن تَذكُروا جرّ الفُقَيمِيّ غَالِبًا … ولَا الفَقْرَ عندَ المنقَرِيّ المُضَيّعَا

٢ - سأذكُرُ مَا لَمْ تَذكُرُوا عِندَ مِنقَرٍ … وأثْنِي بِعَارٍ مِنْ حُمَيدَةَ أشنَعَا


(١) ما بين المعقوفين سقط في (ب).
(٢) قال ابن مالك في التسهيل: "ولا يليهن -أي حروف التحضيض؛ إلا فعل ظاهر أو معمول فعل مضمر مدلول عليه". وقال المرادي: "فمثال المدلول عليه بلفظ: هلا زيادًا ضربته، والمدلول عليه معنى هلا زيدًا غضبت عليه، وكقوله (البيت) أي: فهلا أسرت سعيدًا .... ". ينظر التسهيل وشرحه للمرادي (٣/ ٤١٥).
(٣) ابن الناظم (٢٨٠)، وشرح ابن عقيل (٤/ ٥٨).
(٤) البيت من بحر الطويل، من قصيدة طويلة لجرير يهجو بها الفرزدق، وانظر بيت الشاهد في الخصائص (٢/ ٤٥)، وابن يعيش (٢/ ٣٨)، (٨/ ١٤٤)، (٢/ ١٠١)، واللسان: "أما، ضطر" ورصف المباني (٢٩٣)، والمغني (٢٧٤)، وشرح شواهد المغني (٦٦٩)، وتخليص الشواهد (٤٣١)، والخزانة (٣/ ٥٥)، (٥٧، ٦٠)، والهمع (١/ ١٤٨).
(٥) ينظر الديوان (٢٥٣) وما بعدها، شرح مهدي محمد ناصر، (٩٣)، ط. دار المعارف، و (٢٦٥)، ط. دار صادر، والبيت (فلن تذكروا) غير موجود بالديوان.

<<  <  ج: ص:  >  >>