للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

﴿وَلَدَارُ الْآخِرَةِ﴾ [يوسف: ١٠٩].

قوله: "إنه" أي: الشأن، الهاء اسم إن، والجملة التي بعده خبره في محل الرفع، قوله: "منها" أي من الناقة، وهو حال من السنام، و "سنام": مرفوع على أنه فاعل لقوله: "سيرضيكما", وقوله: "وغاربه": كلام إضافي عطف عليه.

الاستشهاد فيه:

في قوله: "نجا الجلد" فإنه أضاف المؤكِّد إلى المؤَكَّد؛ هكذا قال ابن أم قاسم (١)، والأحسن أن يقال فيه ما قاله الفراء على ما ذكرناه الآن.

الشاهد السابع والعشرون بعد الستمائة (٢) , (٣)

إلى الحَوْل ثم اسْمُ السلام علَيكُمَا … ................................

أقول: قائله هو لبيد بن ربيعة بن عامر العامري، وتمامه:

........................... … ومن يبكِ حَوْلًا كَاملًا فَقَدْ اعْتَذَرْ

ولما بلغ لبيد ثلاثين ومائة سنة وقربت وفاته قال (٤):

١ - تَمَنَّى ابْنَتَايَ أن يَعيشَ أبُوهُمَا … وَهَلْ أنَا إلَّا مِنْ رَبيعَةَ أوْ مُضَرْ

٢ - فَقُومَا وقُولَا بالذي تَعْلَمَانِهِ … ولا تَخْمشَا وَجْهًا ولَا تَحْلِقَا شعر

٣ - وقُولَا هُوَ المَرءُ الذي لا صَدِيقَهُ … أضَاعَ وَلَا خَانَ الخليلَ ولا غَدَرْ

٤ - إلى الحول ................... … ....................... إلخ

وهي من الطويل، [المعنى ظاهر] (٥).


(١) ما قال المرادي هو ما قاله ابن مالك في شرح التسهيل حيث قال: "ثم أشرت إلى إضافة المؤكد إلى المؤكد، وأكثر ما يكون ذلك في أسماء الزمان المبهمة كحينئذ ويومئذ، وقد يكون في غير أسماء الزمان يقول الشاعر (البيت) أراد اكشطا عنها الجلد لأن النجا هو الجلد فأضاف المؤكد". (٣/ ٢٣٢، ٢٣٣).
(٢) توضيح المقاصد (٢/ ٢٤٨).
(٣) البيت من بحر الطويل، وهو من قصيدة لا تتجاوز عشرة أبيات، قالها لبيد لابنته حينما حضرته الوفاة، وينظر بيت الشاهد في الأشباه والنظائر (٧/ ٩٦)، والأغاني (١٣/ ٤٠)، والخزانة (٤/ ٣٣٧)، والخصائص (٣/ ٢٩)، وابن يعيش (٣/ ١٤)، وشرح عمدة الحافظ (٥٠٧)، والمقرب (١/ ٢١٣)، والمعجم المفصل في شواهد النحو الشعرية (٢٩٢).
(٤) ديوان لبيد (٧٩)، ط. دار صادر، بيروت.
(٥) ما بين المعقوفين سقط في (أ).

<<  <  ج: ص:  >  >>