للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

رضي الله تعالى عنه - (١):

تمنى رجالٌ أن أموتَ وإن أَمُتْ … فتلكَ سبيل لستُ فيها بأوحدٍ (٢)

الإعراب:

قوله: "تمنوا": فعل وفاعل، و"الموت": مفعوله، و"لي": جار ومجرور يتعلق بـ "تمنوا"، و"الذي": موصول، و"يشعب الفتى": جملة صلته، والوصول مع صلته صلة للموت، قوله: "وكل امرئ": كلام إضافي مبتدأ، و"الموت": عطف عليه، و"يلتقيان": خبره.

الاستشهاد فيه:

في قوله: "وكل امرئ والموت يلتقيان" حيث أثبت فيه ذكر خبر المبتدأ المعطوف عليه بالواو، ولأن (٣) الواو ليست صريحة في المصاحبة فلم يجب الحذف، وأما إذا كانت الواو صريحة للمصاحبة فلا يجوز في مثل هذا إظهار الخبر نحو: كل ثوب وقيمته، وكل عامل وعمله، وذلك لأن الواو وما بعدها قاما مقام مع وسدا مسد الخبر (٤).

الشاهد السادس والستون بعد المائة (٥) , (٦)

لكَ العِزُّ إِنْ مَوْلَاكَ عَزَّ وَإنْ يُهَنْ … فأنتَ لدى بُحْبُوحَةِ الهُونِ كَائِنُ

أقول: لم أقف على اسم قائله، وهو من الطَّويل.

قوله: "مولاك" الولى يجيء لمعان كثيرة: الحليف والرب والمالك والسيد والمنعم والمعتق والمحب والتابع والجار وابن العم والصهر والعبد والمنعم عليه، ويضاف كل واحد إلى ما يقتضيه، والظاهر أن المراد ها هنا الحليف، أو التابع، قوله: "وإن يهن": على صيغة المجهول، قوله:


(١) البيت لا يوجد في ديوانه، شرح: د. إميل بديع يعقوب، طبعة دار الكتاب العربي بيروت.
(٢) البيت من بحر الطَّويل من مقطوعة صغيرة في ديوان الإمام الشَّافعيّ في (٦٤) (المكتبة التوفيقية) وبعده:
وما موت من قلن مات قبلي بضائري … ولا يمس من عاش بعدي بمخلد
(٣) في (أ): لأن.
(٤) من مواضع حذف الخبر وجوبًا إذا عطف على المبتدأ بواو هي نص في المعية نحو: كل صانع وما صنع، ولو لم تكن الواو نصًّا في المعية نحو: زيد وعمرو خارجان لم يجز حذف الخبر؛ لأنه ليس في اللفظ ما يدل عليه. ينظر ابن يعيش (١/ ٩٨)، وتوضيح المقاصد (١/ ٢٩٠).
(٥) شرح ابن عقيل (١/ ٢١١).
(٦) البيت من بحر الطَّويل لقائل مجهول، وانظره في شرح شواهد المغني للسيوطي (٨٤٧)، ومغني اللبيب لابن هشام (٢/ ٤٤٦)، وهمع الهوامع للسيوطي (١/ ٩٨)، والمعجم المفصل في شواهد العربية (٨/ ١٠٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>