للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[شواهد المفعول له]

الشاهد الثامن والأربعون بعد الأربعمائة (١) , (٢)

فجئتُ وقدْ نَضَّتْ لِنَوْمٍ ثِيَابَهَا … لدَى السِّتْرِ إلا لِبْسَةَ المُتَفَضِّلِ

أقول: قائله هو امرؤ القيس بن حجر الكندي، وهو من قصيدته المشهورة التي أولها (٣):

قِفَا نبكِ منْ ذِكرَى حبيبٍ ومنزلٍ … ...................................

وهي تناهز ثمانين بيتًا وقد سقناها بتمامها فيما مضى، وهي من الطويل.

قوله: "نضت": من نضيت ثوبي إذا ألقيته عنك, قوله: "لدى الستر" أي: عند الستارة، و"المتفضل" الذي يبقى في ثوب واحد، وقال ابن فارس: المتفضل: المتوشح بثوبه، والفُضُل بضمتين؛ الذي عليه قميص ورداء وليس عليه إزار ولا سراويل (٤).

والمعنى: جئت إليها في حالة قد ألقت ثيابها من جسدها؛ لأجل النوم ولم يبق عليها إلا لبس المتفضل، وهو الثوب الواحد الذي يتوشح به.


(١) أوضح المسالك (٢/ ٤٤) والعيني لم ينسبه إلى قائله من شراح الألفية.
(٢) البيت من بحر الطويل، وهو من معلقة امرئ القيس المشهررة التي كثر شواهدها في النحو والبلاغة، ولا عجب فهي من أقدم الشعر وأبلغه، وانظر بيت الشاهد في المقرب (١/ ١٦١)، ورصف المباني (٢٢٣)، وشرح عمدة الحافظ (٤٥٣)، واللسان: "نضا"، وشرح شذور الذهب (٢٩٧)، وشرح قطر الندى (٢٢٧)، والتصريح (١/ ٣٢٦)، والهمع (١/ ١٩٤)، والأشموني (٢/ ١٢٤).
(٣) انظر ديوان امرئ القيس (٨)، ط. دار المعارف، بتحقيق: محمد أبو الفضل إبراهيم، و (١١٠) وما بعدها، ط. دار الكتب العلمية.
(٤) المجمل مادة: "فضل".

<<  <  ج: ص:  >  >>