للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قوله: "لا تخونني": جواب القسم الذي تضمنه عاهدتني، أو تكون جملة حالية، قوله: "مثل من": كلام إضافي منصوب؛ لأنه خبر نكن، قوله: "من" موصولة، و "يصطحبان" صلتها، قوله: "يا ذئب" معترض بين الموصول وصلته.

الاستشهاد فيه:

في قوله: "مثل من يا ذئب يصطحبان" فإنه راعى معنى "من" في قوله: "يصطحبان" بالتثنية، و "من" التي بمعنى "الذي" يجوز في ضميرها اعتبار المعنى، واعتبار اللفظ وهو أكثر كقوله تعالى. ﴿وَمَنْ يَقْنُتْ مِنْكُنَّ لِلَّهِ﴾ [الأحزاب: ٣١]، وقوله تعالى: ﴿وَمِنْهُمْ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ﴾ [يونس: ٤٠]، واعتبار المعنى نحو قوله تعالى: ﴿وَمِنْهُمْ مَنْ يَسْتَمِعُونَ إِلَيْكَ﴾ [يونس: ٤٢] (١).

الشاهد الرابع والعشرون بعد المائة (٢)، (٣)

ذَاكَ خَليلي وذُو يُوَاصِلُنِي … يَرْمي وَرَائِي بامْسَهْمٍ وأمْسَلَمَهْ

أقول: قائله هو بجير بن غنمة أحد بني بولان بن عمرو بن الغوث بن طيئ، وبولان: حي من طيئ، وهو أخو خالد بن غنمة الطائي، وهو شاعر جاهلي مقل، وركب ابن الناظم، وأبوه (٤) أيضًا صدر البيت على عجز بيت آخر؛ فإن الرواية فيه:

وإنَّ مَوْلايَ ذُو يُعَيِّرُنِي … لا إِحنَةِ بينَنَا ولا حَرَمَهْ

يَنْصُرُنِي مِنْكَ غَيرَ مُعْتَذِرٍ … يرمي ورائي بامسهم وامسلمه

وفي رواية الجوهري: وذو يعاتبني (٥)، وكذا أنشده السهيلي (٦).


(١) (مَن) تستعمل اسمًا موصولًا للعاقل مطلقًا مذكرًا، أو مؤنثًا، أو مفردًا، أو مثنى، أو جمعًا، ولذا تسمى مشتركًا ويعين بعود الضمير عليه، ولك مراعاة المعنى عند مخالفة المعنى للفظ. ينظر شرح التسهيل لابن مالك (١/ ٢١٢، ٢١٣)، والدرر (١/ ٦٤، ٦٥).
(٢) ابن الناظم (٣٤).
(٣) البيت من بحر المنسرح، وقد ذكر العيني قائله، وهو بجير بن غنمة الشاعر الجاهلي، وبيت الشاهد مركب من بيتين كما ذكر العيني، وانظر ترجمة الشاعر والبيتين في: المؤلف والمختلف (٧١) ط. دار الجيل، وانظر الشاهد أيضًا في: مغني اللبيب (٤٨)، وابن يعيش (٩/ ١٧)، واللسان مادة: "أم"، والهمع (١/ ٧٩).
(٤) الرواية في شرح الكافية الشافية (١٦٥) د. أحمد هريدي: كما هو في الشاهد وليس مركبًا كما ذكر العيني، والمحقق ذكر ما قاله العيني من التركيب في البيت، وفيه ذكر أن اسم الشاعر هو بحير لا بجير.
(٥) الصحاح للجوهري مادة: "سلم".
(٦) لم نعثر عليه في نتائج الفكر، وهو في الروض الأنف (٢/ ٢٤٧)، وفيه يقول: "وَأمّا سَلِمَةُ بِكَسْرِ اللّامِ فَهُم مِنْ الأنْصَارِ سُمّيَ بِالسّلِمَةِ وَاحِدَةِ السّلَامِ وَهِيَ الحجَارَةُ، قَال الشاعِرُ:
ذَاكَ خَليلِي وَذُو يُعَاتِبني … يَرمِي وَرَائِي بالسّهْمِ وَالسّلِمَة".

<<  <  ج: ص:  >  >>