للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

جملة من الفعل والفاعل خبره، والضمير في "منه" يرجع إلى النبي وهو يتعلق (١) بيرجون.

قوله: "شفاعة" بالنصب مفعول يرجون، وكلمة "إذا" للظرف، و "لم يكن": من كان التامة، أي: إذا لم يوجد إلا النبيون شافع، وكلمة إلا للاستثناء، و"النبيون" بالرفع على تفريغ العامل له.

وقوله: "شافع": بدل كل، فلذلك ارتفع على أن المستثنى مقدم على المستثنى منه، وكان النصب فيه واجبًا لما قلنا في البيت السابق، ولكنه ورد عن العرب، وحكى يونس أنهم يقولون: ما لي إلا أبوك ناصر، وأجابوا عن هذا بأن الاستثناء في البيت مفرغ لما ذكرنا.

والاستشهاد فيه:

على رفع المستثنى المقدم على المستثنى منه كما ذكرنا (٢).

الشاهد الثاني والسبعون بعد الأربعمائة (٣) , (٤)

هل الدَّهْرُ إلّا لَيْلَةٌ وَنَهارُهَا … وإلَّا طُلُوعُ الشَّمْسِ ثُمَّ غَيَارُهَا

أقول: قائله هو أبو ذؤيب واسمه خويلد بن خالد الهذلي، أدرك النبي ولم يره، وتوفي في خلافة عثمان [] (٥).

وهو من قصيدة طويلة من الطويل يرثي بها أبو ذؤيب نشبة بن محرث أحد بني مؤمل بن خطط بن زيد بن قرد بن معاوية بن تميم بن سعد بن هذيل، والبيت المذكور أولها، وبعده هو قوله (٦):

٢ - أبَى القَلْبُ إلَّا أُمَّ عَمْرٍو وَأصْبَحَتْ … تُحَرَّقُ نَارِي بالشَّكَاةِ ونَارُهَا

٣ - وعَيَّرَهَا الوَاشُونَ أَنِّي مُحِبُّهَا … وتِلكَ شَكَاةٌ ظَاهِرٌ عَنكَ عَارُهَا


(١) في (أ): متعلق.
(٢) قال سيبويه: "وحدثنا يونس أن بعض العرب الموثوق بهم يقولون: ما لي إلا أبوك أحد؛ فيجعلون أحدًا بدلًا ........ ". الكتاب (٢/ ٣٣٧)، وينظر شرح التسهيل لابن مالك (٢/ ٢٩٠).
(٣) ابن الناظم (١١٩)، وشرح ابن عقيل (٢/ ٢٢٠).
(٤) البيت من بحر الطويل، من قصيدة طويلة يرثي فيها أبو ذؤيب الهذلي نشيبة بن محرث من هذيل، وهي بتمامها في ديوان الهذليين (١/ ٢١)، وشرح أشعار الهذليين (١/ ٧٠)، واللسان: "غور"، وابن يعيش (٢/ ٤١)، وحاشية الصبان (٢/ ٥١).
(٥) ما بين المعقوفين سقط في (ب).
(٦) ديوان الهذليين (١/ ٢١)، وشرح أشعار الهذليين (١/ ٧٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>