للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بالنصب؛ لأنه خبر ليس، والتاء اسمها، وقوله: "ما مضى": جملة في محل الجر بالإضافة (١)، و"لست" مع جملتها خبر أن، قوله: "ولا سابق" بالجر؛ عطف على خبر ليس، على توهم إثبات الباء الزائدة في خبر ليس.

وقوله: "شيئًا": معمول سابق، قوله: "جائيًا": خبر كان، واسمها مضمر فيها يرجع إلى الشيء، وجواب إذا محذوف تقديره: إذا كان جائيا فلا أسبقه، ولا يصح أن يقال: لا أسبق شيئًا وقت مجيئه؛ لأن الشيء إنما يسبق قبل مجيئه فافهم.

الاستشهاد فيه:

في قوله: "ولا سابق"؛ حيث عطف على خبر ليس بغرض دخول الباء الزائدة فيه؛ فكأنه قدَّر المعدوم ثابتًا، ويروى: "ولا سابقًا" بالنصب عطفًا على اللفظ (٢).

الشاهد الثالث والثمانون بعد المائتين (٣)، (٤)

وإلا فاعلَمُوا أَنَّا وأنتُمْ … بُغاةٌ مَا بَقينَا في شِقَاق

أقول: قائله هو بشر بن أبي خازم (٥) بالخاء والزاي المعجمتين، وقبله:

إذا جُزّت نواصي آل بدر … فأدوها وأسرى في الوثاق

وهما من الوافر (٦).

وقصة ذلك: أن قومًا من آل بدر جاءوا الفزاريين من بني لأم من طيء فَجَزُّوا نواصيهم وقالوا: مننَّا عليكم ولم نقتلكم، فغضب بنو فزارة لذلك، فقال بشر ذلك، ومعناه: إذا جززتم


(١) قوله: "ما مضى" جملة في محل جر بالإضافة خطأ في الموصولية مفرد وهي المضاف إليه، وأما مضى فهي جملة الصلة ليس غير.
(٢) من أنواع العطف: العطف على التوهم كقولك: ليس زيد قائمًا ولا قاعدٍ بالخفض على توهم دخول الباء في الخبر وشروط جوازه صحة دخول ذلك الحامل المتوهم، وشرط حسنه كثرة دخوله هناك، ينظر: المغني (٤٧٦)، وابن يعيش (٢/ ٥٢).
(٣) ابن الناظم (٦٧)، توضيح المقاصد للمرادي (١/ ٣٤٨)، أوضح المسالك لابن هشام (١/ ٣٦١).
(٤) البيت من بحر الوافر، وهو في العداوة والحرب بين العرب والجاهلية، قاله بشر بن أبي خازم، وانظر مراجعه في الكتاب (٢/ ١٥٦)، وأسرار العربية (١٥٤)، وابن يعيش (٨/ ٦٩)، والإنصاف (١/ ١٩٠)، والخزانة (١٠/ ٢٩٣، ٢٩٧)، وشرح أبيات سيبويه (٢/ ١٤)، والتصريح (١/ ٢٢٨).
(٥) جاهلي قدم من بني أسد، شهد حرب أسد وطيء، قال أبو عمرو بن العلاء: النابغة الذبياني وبشر بن أبي خازم فحلان من فحول الجاهلية.
(٦) في (أ، ب): من الهزج والصحيح أن البيت من الوافر.

<<  <  ج: ص:  >  >>