للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ودناءة الآباء، فهو من أذم ما يهجى به، وقد بالغ بجعل المهجو ابنًا له إشارة إلى أن ذلك غريزة فيه، وأما اللوم -بفتح اللام وسكون الواو فقد قال الجوهري: اللوم: العذل، تقول: لامه على كذا لومًا ولومة فهو ملوم (١).

قوله: "والخور" بفتح الخاء المعجمة وفتح الواو -أيضًا- وفي آخره راء؛ وهو الضعف، يقال: رجل خوار، ورمح خوار، وأرض خوارة، والفشل: قريب من الخور في المعنى، يقول: إنك راجز لا تحسن القصائد والتصرف في أنواع الشعر؛ فجعل ذلك دلالة على لؤم طبعه وضعفه.

الإعراب:

قوله: "أبالْأَرَاجيز" الهمزة للتوبيخ والإنكار، والباء تتعلق بقوله "توعدني"، وقوله: "يَابنَ اللؤمِ": منادى [مضاف] (٢) منصوب معترض بينهما، وقوله: "اللؤم": مرفوع بالابتداء، و"الخور": عطف عليه، وخبره قوله: "في الأراجيز" وقوله: "خلت" بينهما: اعتراض، ولو نصبتهما على المفعولية لجاز، وكان الظرف حينئذ في محل النصب مفعولًا ثانيًا، و"خلت" بمعنى علمت.

الاستشهاد فيه:

في قوله: "خلت" حيث أُلغي عملها لتوسطها بين مفعوليها (٣).

الشاهد التاسع والأربعون بعد الثلاثمائة (٤) , (٥)

ولقدْ عَلِمْتُ لَتَأْتين مَنيَّتِي … إِن الْمنَايَا لا تَطيشُ سهَامهَا

أقول: قائله هو لبيد بن عامر الجعفري؛ هكذا قالت جماعة [ولكني لم أجد في ديوانه إلا] (٦)


(١) الصحاح مادة: "لوم".
(٢) ما بين المعقوفين سقط في (ب).
(٣) يقول ابن مالك: "ولا يلغى ما يلغى غالبًا إلا متوسطًا أو متأخرًا، ومن الإلغاء مع التوسط قول الشاعر: (البيت) كذا رواه سيبويه قافية رائية، والمشهور من رواية غيره: وفي الأراجيز خلت اللؤم والفشل. ومن الإلغاء مع التأخير قول الشاعر:
آتٍ المَوتُ تَعْلَمُونَ فلا يُرْ … هِبْكُم مِن لَظى الحُروبِ اضطرامُ"
شرح التسهيل لابن مالك (٢/ ٨٥، ٨٦).
(٤) ابن الناظم (٧٨)، وأوضح المسالك (٢/ ٦١).
(٥) البيت من معلقة لبيد المشهورة من بحر الكامل، وصدره في الديوان (٣٠٨) بشرح الطوسي، وفي شرح المعلقات السبع للزوزني:
صادفن منها غِرّةً فأصبنها … .........................................
ينظر (١٠٤)، وانظر الكتاب (٣/ ١١٠)، وسر الصناعة (٤٠٠)، وشرح شذور الذهب (٤٧١)، والمغني (٤٠٧)، وتخليص الشواهد (٤٥٣)، والخزانة (٩/ ١٥٩)، والتصريح (١/ ٢٥٤)، وهمع الهوامع (١/ ١٥٤)، والدرر (٢/ ٢٦٣)، وشرح شواهد المغني (٨٢٨).
(٦) ما بين المعقوفين سقط في (ب).

<<  <  ج: ص:  >  >>