للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قوله: "يفش": جملة من الفعل والفاعل وهو الضمير المستتر فيه الراجع إلى ما يرجع إليه الضمير الذي في "به"، وهذه الجملة في محل الرفع على أنها خبر للمبتدأ، وقوله: "بكير" يتعلق بيفش.

الاستشهاد فيه:

في قوله: "إلا يسير" برفع الراء، والتقدير فيه: إلا أن يسير، وأن مصدرية والتقدير: وما راعني إلا سيره، فلما حذفت أن بقي الفعل مرفوعًا على أصله، وذلك كما في قولهم (١): تسمعُ بالمعيدي خير من أن تراه، وأصله: وأن تسمع؛ أي: وسماعك به خير من رؤيتك إياه (٢).

الشاهد الخامس والثمانون بعد الألف (٣)، (٤)

فلم أَرَ مثلَها خُباسَةَ واحدٍ … ونَهْنَهْتُ نفسي بعدَ ما كدتُ أفعلَهْ

أقول: قائله هو عامر بن جؤين الطائي، وهو من الطويل.

قوله: "خباسة" بضم الخاء المعجمة وتخفيف الباء الموحدة وبعد الألف سين مهملة، قال الجوهري: الخباسة بالضم؛ المغنم (٥)، قوله: "ونهنهت نفسي" أي: زجرتها وكففتها، يقال نهنهت الرجل عن الشيء فتنهنه، أي: كففته وزجرته، ونهنهت السبع إذا صحت به لتكفه.

الإعراب:

قوله: "فلم أر مثلها" الفاء للعطف إن تقدمه شيء، "ولم أر" تحتمل وجهين: إن جلت الرؤية من العلم كان قوله: "مثلها" في موضع المفعول الثاني، وإن جعلتها من رؤية البصر جاز


(١) مثل قالته العرب لمن مخبره أحسن من منظره، وأول من قاله: المنذر بن ماء السماء. مجمع الأمثال (٦٥٥).
(٢) هو موضع لحذف "أن" قبل المضارع في غير المواضع المطردة، وفي هذه الحالة يلغى عملها غالبًا لضعفها بالحذف على غير قياس. ينظر شرح التسهيل لابن مالك (٤/ ٥٠).
(٣) ابن الناظم (٢٧٠)، وتوضيح المقاصد (٤/ ٢٢٣).
(٤) البيت من بحر الطويل، وهو لعامر بن جؤين الطائي على الصحيح، قاله يصف مظلمة هم بها ثم صرف نفسه عنها، ووروى البيت هكذا:
فكم للسعيد من هجائه مؤيلة … تسير ضحا حاذات قيد ومرسله
أردت بها فتكًا فلم أرتضي له … ونهنهت نفسي ............ إلخ
وانظر الكتاب (١/ ٣٠٧)، وشواهد التوضيح والتصحيح لابن مالك (١٠١)، والأغاني (٩/ ٩٣)، والإنصاف (٥٦١)، وشرح الأشموني (٣/ ٣١٥)، وشرح شواهد المغني (٩٣١).
(٥) الصحاح مادة: "خبس".

<<  <  ج: ص:  >  >>