للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كعهدي إياك في أيام ذي سلم (١)، فكأنها قد وافته في الأيام التي كانوا مربعين بذي سلم ثم شرعت تخلف؛ فلذلك خاطبها بهذا الخطاب.

الاستشهاد فيه:

في قوله: "هلا تمنن" حيث أكد بنون التأكيد بعد حرف التحضيض (٢).

الشاهد العاشر بعد الألف (٣)، (٤)

فليتَكِ يومَ الملتقَى تَرَيِنَّنِي … لكي تَعْلَمِي أنِّي امرُؤٌ بكِ هائِمُ

أقول: لم أقف على اسم قائله، وهو من الطويل.

قوله: "يوم الملتقى" أي: يوم الالتقاء بك، و "الهائم": المتحير في العشق الغريق فيه.

الإعراب:

قوله: "فليتك" الفاء للعطف إن تقدمه شيء، والكاف اسم ليت وقوله: "ترينني": خبرها، و "يوم الملتقى": كلام إضافي نصب على الظرف قوله: لكي" اللام فيه للتعليل، وكي هنا بمنزلة أن المصدرية معنًى وعملًا، وليست بحرف تعليل؛ إذ لو كانت حرف تعليل لم يدخل عليها حرف تعليل، وأن مقدرة بعدها فلذلك نصب تعلمي (٥).

[قوله: "أني" الياء اسم أن، و "امرؤ": خبرها، وأن مع اسمها وخبرها سدت مسد مفعولي تعلمي، ويروى: لكي تعلمي] (٦) أي امرئ، فأي مبتدأ مضاف إلى امرئ، وقوله: "هائم": خبره، وعلى الوجه الأول: "هائم": صفة امرئ، وقوله: "بك": يتعلق بهائم.

الاستشهاد فيه:

في قوله: "ترينني" حيث أكده بنون التأكيد الثقيلة لوقوع الفعل بعد التمني (٧).


(١) والرأي الثاني في "ما" الذي أشار إليه هو أن تكون موصولة، أي كالذي عهدتك، أو كالعهد الذي عهدتك.
(٢) ينظر شرح التصريح (٤/ ٢٠٢).
(٣) ابن الناظم (٢٣٩).
(٤) البيت من بحر الطويل، لقائل مجهول، وهو في التصريح (٢/ ٢٠٤)، والهمع (٢/ ٧٨)، والأشموني (٣/ ٢١٣)، والدرر (٥/ ١٥١).
(٥) قوله: "أن مقدرة بعدها، لا داعي له لأن اللام للتحليل، وكي هي المصدرية الناصبة.
(٦) ما بين المعقوفين سقط في (ب).
(٧) ينظر شرح التصريح بمضمون التوضيح (٢/ ٢٠٤)، وهو من مواضع التوكيد بالنون جوازًا.

<<  <  ج: ص:  >  >>