للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الإعراب:

قوله: "إن وجدت" [إن: حرف الشرط] (١)، ووجدت: جملة من الفعل والفاعل، وقعت فعل الشرط، وقوله: "لإياك" جواب الشرط، واللام فيه تسمى اللام الفارقة (٢)، و "الصديق" منصوب؛ لأنه مفعول أول لوجدت، و "حقًّا" مفعوله الثاني، قوله: "فهرني" جملة من الفعل والفاعل والمفعول، والفاء فيه فاء الجواب؛ لأن التقدير: إذا كنت أنت الصديق حقًّا فمرني فإني متمثل أمرك دائمًا وهو معنى قوله: "فلن أزال مطيعًا" والفاء فيه للتعليل، و "أزال" منصوب بلن، واسمه مستتر فيه، وخبره قوله: "مطيعًا".

الاستشهاد فيه:

في قوله: "لإياك" حيث جاء الضمير منفصلًا لعدم تأتي الاتصال، وقد ذكرنا أن المواضع التي يتعين فيها الانفصال اثنا عشر موضعًا، منها: أن يلي الضمير اللام الفارقة كما في البيت المذكور، ومثله: إن ظننت زيدًا لإياك. فافهم (٣).

الشاهد الستون (٤)، (٥)

فَلا تَطْمَعْ -أَبَيْتَ اللَّعْنَ- فِيهَا … وَمَنْعُكَهَا بشيءٍ يُسْتَطَاعُ

أقول: قد ذُكر في الحماسة البصرية أن قائله هو قحيف العجلي، ويقال: قائله رجل من تميم، وكان قد طلب منه ملك من الملوك فرسًا يقال له: سكاب، فمنعه إياها وقال:

١ - أَبَيْتَ اللَّعْنَ إِنّ سَكَابَ عِلْقٌ … نَفِيسٌ لا يُعَارُ ولا يُبَاعُ (٦)

٢ - مُفَدَّاةٌ مُكَرَّمَةٌ عَلَيْنَا … يُجَاعُ لَهَا العِيَالُ ولا تُجَاعُ

٣ - سَلِيلَةُ سَابِقِينَ تَنَاجَلاهَا … إذَا نُسِبَا يَضُمُّهُمَا الكراعُ

٤ - فَلا تَطْمَعْ -أَبَيْتَ اللَّعْنَ- فِيهَا … وَمَنْعُكَهَا بشيءٍ يُسْتَطَاعُ


= وشرح التصريح (١/ ١٠٩)، والهمع (١/ ٦٣).
(١) ما بين المعقوفين سقط في (أ).
(٢) ينظر المغني (٢٣١).
(٣) ينظر تحقيق الشاهد (٥٦).
(٤) ابن الناظم (٢٤)، توضيح المقاصد (١/ ١٤٦).
(٥) البيت من مقطوعة من بحر الوافر، وهو مع الأبيات الثلاثة قبله منسوب للقحيف العجلي في الحماسة البصرية (٢/ ٧٨) تحقيق: مختار الدين أحمد (عالم الكتب)، وانظر المقطوعة أيضًا في حماسة أبي تمام بشرح الخطيب التبريزي (١/ ١١٢)، طبعة عالم الكتب، والخزانة (٥/ ٢٩٨)، وفي الشاهد يقول البغدادي: "هذا البيت آخر أبيات أربعة أوردها أبو تمام في الحماسة ونسبها إلى رجل من بني تميم .. " وكذلك فعل الخطيب التبريزي.
(٦) ينظر حماسة أبي تمام بشرح الخطيب التبريزي (١/ ١١٢) وفيه: "لا تعار ولا تباع".

<<  <  ج: ص:  >  >>