للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قوله: "يذود" أي: يدفع؛ من ذاد يذود ذودا، قال تعالى: ﴿وَوَجَدَ مِنْ دُونِهِمُ امْرَأَتَيْنِ تَذُودَانِ﴾ [القصص: ٢٣] وأكثر ما يستعمل الذياد في الإبل والغنم، قوله: "من سبيل" أي من طريق إلى هند وهو اسم امرأة.

الإعراب:

قوله: "فقام" عُطف على شيء قبله وفيه ضمير مستتر فاعله، قوله: "يذود الناس": جملة من الفعل والفاعل والمفعول,: وقعت حالًا، وقد علم أن المضارع المثبت إذا وقع (١) حالًا لا يحتاج إلى الواو، وقوله: "عنها": يتعلق بقوله: "يذود" وكذلك قوله: "بسيفه".

قوله: "وقال": عطف على "قام"، قوله: "ألا لا من سبيل": مقول القول، و"ألا" للتنبيه، و"لا" لنفي الجنس، و "من" زائدة، زيدت لإفادة استغراق الجنس، قوله: "سبيل": اسم لا، وخبره محذوف، أي: لا سبيل حاصل أو موجود إلى هند.

الاستشهاد فيه:

في قوله: "من سبيل" حيث أبرزت فيه "من" الزائِدة لإفادة استغراق الجنس، وهذا يدل على أن المفرد الذي يدخل عليه "لا" يبنى لتركيبه مع "لا" كخمسة عشر لأجل تضمنه معنى الحرف وهو من الجنسية، ولهذا أبرزها الشاعر لأجل الضرورة، والضرورات ترد الأشياء إلى أصولها (٢).

الشاهد العاشر بعد الثلاثمائة (٣) , (٤)

تعَزُّ فَلا إِلْفَين بالعيشِ مُتَّعَا … ولكنْ لِورادِ المنونِ تَتَابُعُ

أقول: هذا من الطويل.


(١) في (أ): وقعت.
(٢) إذا كان اسم (لا) النافية للجنس مفردًا بني، وسبب بنائه أنه ركب مع لا تركيب خمسة عشر أو لتضمنه معنى (من) التي للجنس، والفرق بين لا التي لنفي الجنس، والتي لنفي الواحد أن التي لنفي الواحد يحتمل ما بعدها أن ينفي مفرده اللفظي أو جنسه المعنوي، فيحتمل أن تريد جنس الرجال ويحتمل أن تريد الرجل الواحد، وأما التي لنفي الجنى لا تنفي إلا الجنس بكليته ولا يبقى منه شيء، ولهذا قال ابن مالك: إذا قصد نفي الجنس على سبيل الاستغراق ورفع احتمال الخصوص اختصت بالأسماء؛ لأن قصد ذلك يستلزم وجود من الجنسية لفظا أو معنى، ولا يليق ذلك إلا بالأسماء والنكرات فوجب للا عند ذلك القصد عمل فيما يليها من نكرة، وذلك العمل إما جر وإما نصب وإما رفع فلم يكن جرًّا لئلا يتوهم أنه بمن المنوبة فإنها في حكم الموجودة لظهورها في بعض الأحيان ثم ذكر البيت، وقال: "ولم يكن رفعًا لئلا يعتقد أنه الابتداء فتعين النصب".
شرح التسهيل لالن مالك (٢/ ٥٣، ٥٤)، ورصف المباني (٣٩٠)، والكتاب (٢/ ٢٧٤).
(٣) ابن الناظم (٧١)، وأوضح المسالك لابن هشام (٢/ ١٠).
(٤) البيت من بحر الطويل، وهو من الحكم؛ حيث يدعو صاحبه إلى الصبر فكل حي ميت، ولم ينسب لقائل ولم يشر =

<<  <  ج: ص:  >  >>