للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[شواهد الاستثناء]

الشاهد الخامس والستون بعد الأربعمائة (١) , (٢)

وبالصّرِيمَةِ مِنْهُمْ مَنْزِلٌ خَلقٌ … عافٍ تَغَيَّرَ إلا النُّؤْيُ والوَتَدُ

أقول: قائله هو الأخطل غوث بن غياث.

وهو من البسيط.

قوله: "وبالصريمة" بفتح الصاد المهملة وكسر الراء وبعدها ياء آخر الحروف ساكنة وميم وهاء، وهي ما اسم موضع، والصريمة في الأصل: كل رملة انصرمت من معظم الرمل، ويقال: أفعى صريمة، والصريمة: الأرض المحصود ذرعها، وقال أبو حنيفة في كتاب النبات: الصريمة: جماعة من العصي، وكذا من الأرطى.

قوله: "خلق" أي: بالٍ، يقال: ملحفة خلق وثوب خلق، فيستوي فيه المذكر والمؤنث, قوله: "عافٍ" أي: دارس؛ من عفى المنزل يعفو إذا درس، يتعدى ولا يتعدى، وقال أبو عبيد: العفاء الدروس والهلاك.

قوله: "إلا النؤي" بضم النون وسكون الهمزة [وفي آخره ياء] (٣) وهي حفرة تكون حول


(١) ابن الناظم (١١٧)، أوضح المسالك (٢/ ٦١).
(٢) البيت من بحر البسيط من قصيدة للأخطل يمدح بها ولدي معاوية بن أبي سفيان، وهما عبد الله ويزيد، وقد استهل القصيدة بذكر الأحباب والديار، ثم وصف الناقة، ثم عرج إلى مدح الأمويين عامة، فمدح صاحبيه، وفي آخرها يقول:
والمسلمون بخير ما بقيت لهم … وليس بعدك خير حين تفتقد
أما قوله في الشاهد: وبالصريمة منهم، فالصحيح "منها" كما في الديوان؛ لأنه حديث عن دار صاحبته ضبيرة، وانظر القصيدة (١١٤) من ديوان الأخطل، شرح وتصنيف: إيليا الحناوي، دار الثقافة بيروت، وانظر الشاهد في المغني (١/ ١١٧)، وشرح شواهد المغني (٢٧٦)، وشرح التصريح (١/ ٣٤٩)، وشرح الأشموني (٢/ ١٤٤).
(٣) ما بين المعقوفين سقط في (ب).

<<  <  ج: ص:  >  >>