للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والقصيدتان كلتاهما من الطويل (١).

الإعراب:

قوله: "وقد زعمت" الواو للعطف، وقد للتحقيق، وزعمت بمعنى ظنت، قوله: "أني تغيرت": جملة من اسم أن وخبره سدت مسد مفعولي زعمت، وقوله: "بعدها": نصب على الظرف؛ أي: بعد عزة، وقد سبق ذكرها في الأبيات السابقة.

قوله: "ومن": استفهامية مبتدأ و "ذا": خبره، و "الذي": موصول، و "لا يتغير": صلته، وقوله: "يا عز": منادى مرخم، وأصله: يا عزة، اعترض بين الموصول وصلته، ويجوز أن تكون ذا زائدة على رأي الكوفيين ويكون الوصول خبر من (٢).

الاستشهاد فيه:

في قوله: "وقد زعمت أني" حيث وقع زعم على أن، وذلك لأن وقوعه على أن، وأن وصلتهما كثير؛ كما ذكرناه في البيت السابق (٣).

الشاهد الرابع والثلاثون بعد الثلاثمائة (٤)، (٥)

ظَنَنْتُكَ إِنْ شَبَّتْ لَظَى الحَرْبِ صاليَا … فَعَرَّدَتْ فِيمَنْ كَانَ عَنْهَا مُعَرِّدَا

أقول: هو من الطويل وفيه القبض.

قوله: "إن شبت": من شببت النار والحرب أشبهما شبًّا وشبوبًا إذا أوقدتهما، والشبوب بالفتح؛ ما توقد به النار، قوله: "لظى الحرب" أي؛ نار الحرب، قوله: "صاليًا": من صلى يصلى إذا دخل، قوله: "فعردت" بتشديد الراء؛ من عرد الرجل إذا انهزم وترك القصد، و "المعرد": فاعل منه وهو المنهزم.

الإعراب:

قوله: "ظننتك": جملة من الفعل والفاعل وهو أنا المستتر فيه والمفعول وهو الكاف، وهو يستدعي مفعولين: الأول هو الكاف، والثاني: هو قوله: "صاليًا"، وقوله: "إن شبت لظى الحرب"


(١) انظر التائية المشار إليها في الشاهد رقم (٣٥٠) من الكتاب الذي بين يديك.
(٢) ينظر المغني لابن هشام (٣٢٧)، والممنوع في النحو (٨) د. عبد العزيز محمد فاخر.
(٣) ينظر الشاهد رقم (٣٣٢).
(٤) أوضح المسالك (٢/ ٤٢).
(٥) البيت من بحر الطويل لم ينسب إلى قائل فيما ورد من مراجع، وهو في شرح الأشموني (٢/ ٢١)، وشرح التصريح (١/ ٢٤٨)، والمعجم المفصل في شواهد النحو الشعرية (١٩٦)، وشرح التسهيل لابن مالك (٢/ ٨٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>