للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الاستشهاد فيه:

في قوله: "فيا لك" حيث جاءت اللام فيه للاستغاثة، وفتحت اللام فيه مع أنَّه مستغاث من أجله؛ لأن اللام إنما تكسر في المستغاث من أجله إذا كانت في الأسماء الظاهرة، فأما الضمير فتفتح معه اللام إلا مع الياء نحو: يا لزيد لك، وإذا قلت: يا لك، احتمل الأمرين.

وهاهنا استشهاد آخر وهو قوله: "من ليل" فإنه مستغاث من أجله، وقد جر بحرف من كما ذكرنا (١).

الشاهد الرابع والستون بعد التسعمائة (٢)، (٣)

يا لَلرِّجَالِ ذوي الألبابِ مِنْ نَفَرٍ … لَا يَبرَحُ السَّفَهُ المُرْدي لهمْ دينًا

أقول: لم أقف على اسم قائله، وهو من البسيط.

قوله: "ذوي الألباب": جمع لب بضم اللام وهو العقل، و"النفر": الرجال من ثلاثة إلى عشرة، وكذلك: النفير والنفرة؛ حكاهما الفراء (٤)، و"السفه": خفة العقل، و"المردي": فاعل من أردى من الرداءة (٥) وهي الدناءة.

الإعراب:

قوله: "يا للرجال" يا حرف نداء، واللام في للرجال لام الاستغاثة وهي مفتوحة، والرجال مجرورة بها، قوله: "ذوي الألباب": كلام إضافي صفة للرجال، قوله: "من نفر": مستغاث من أجله، قوله: "لا يبرح" بمعنى: لا يزال، وقوله: "السفه": اسمه، و"المردي": صفته و"دينًا": خبره، والجملة في محل الجر لأنها صفة لنفر.

الاستشهاد فيه:

في قوله: "من نفر" حيث جر المستغاث من أجله بكلمة من، وذلك لما قلنا إن من للتعليل كاللام (٦).


(١) ينظر اللامات للزجاجي (٨٧) وما بعدها، وشرح عمدة الحافظ (٣٠٣)، وشرح شواهد المغني (٥٧٥).
(٢) توضيح المقاصد (٤/ ٢١).
(٣) البيت من بحر البسيط، لقائل مجهول، وهو في الهمع (١/ ١٨٠)، وشرح الأشموني (٣/ ١٦٥)، والمعجم المفصل (٩٨٢)، والدرر (٣/ ٤٤).
(٤) في اللسان: وقال الفراء: نفرة الرجل ونفرُهُ رهطه" مادة: نفر.
(٥) في هامش الخزانة: "قول العيني: من الرداءة، الصواب: من الإرداء".
(٦) قال الأشموني: "الرابع: قد يجر المستغاث من أجله بمن كقوله: "البيت"، وقال الصبان: "أي: إذا كان مستنصرًا =

<<  <  ج: ص:  >  >>