للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[شواهد "نعم وبئس" وما جرى مجراهما]

الشاهد الحادي والسبعون بعد السبعمائة (١)، (٢)

صَبَّحَكِ اللهُ بِخَيْرٍ بَاكِرٍ … بِنِعْمَ طَيْرٍ وشَبَابٍ فَاخِرِ

أقول: لم أقف على اسم راجزه.

قوله: "باكر" أي: عاجل؛ يعني: خير سريع غير متأخر؛ من بكرت إذا أسرعت أيَّ وقت كان، قوله: "بنعم طير" أي: بخير طير، أراد: صبحك الله بكلمة نعم منسوبة إلى الطائر الميمون.

الإعراب:

قوله: "صبحك الله": جملة إنشائية دعائية في صورة الإخبار، والباء في: "بخير" تتعلق بصبحك، و "باكر" بالجر صفة خير، قوله: "بنعم طير": بدل من قوله: "بخير باكر"، قوله: "وشباب": عطف على ما قبله، و "فاخر": صفته.

الاستشهاد فيه:

في قوله: "بنعم طير" حيث أدخل حرف الجر على: "نعم"، وذلك لا يدل على اسمية نعم؛ لأن تأويله أنه نزل نعم منزلة خير، أي: بخير طائر كما ذكرناه، فجعل نعم اسمًا للخير وأضافها لطير، ولو كانت نعم هاهنا على أصلها لجاء بعدها اسم معرف، وقال ابن الناظم: وأما قوله: "بنعم طير" فهو على الحكاية، ونَقْل الكلمة عن الفعلية إلى جعلها اسمًا.


(١) ابن الناظم (١٨٢).
(٢) بيتان من بحر الرجز المشطور، وقائلهما مجهول، وهما في شرح التسهيل لابن مالك (٣/ ٥، ٦)، وهمع الهوامع للسيوطي (٢/ ٨٢)، وشوح الأشموني (٣/ ٢٧)، والدرر (٥/ ١٩٥)، واللسان مادة: "نعم".

<<  <  ج: ص:  >  >>