للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الشاهد السابع والأربعون بعد الثلاثمائة (١) , (٢)

هُمَا سَيِّدَانَا يَزْعُمَانِ وَإنَّمَا … يَسُودَانِنَا إن يَسَّرَتْ غَنَمَاهُمَا

أقول: قائله هو أبو سيدة الدبيري، وقبله:

وإن لنَا شَيخَيِنْ لَا يَنْفَعَانِنَا … غَنِيَّيِنْ لَا يَجْرِي عَلَينَا غِنَاهُمَا

وهما من الطويل.

قوله: "يسوداننا": من ساد قومه يسودهم سيادةً وسؤددًا وسيدودةً فهو سيدهم وهم سادة، قوله: "إن يسرت" [بالياء آخر الحروف وتشديد السين المهملة وفتح الراء، يقال: يسرت الغنم إذا كثرت ألبانها ونسلها، وكذلك يقال: يسرت الإبل] (٣).

حاصل المعنى: هذان الرجلان يزعمان أنهما سيدانا وإنما يكونان سيدينا إذا كثرت أولاد غنمهما، وكثرت ألبانها، ويجري علينا من ذلك.

الإعراب:

قوله: "هما": مبتدأ، والضمير يرجع إلى الشيخين المذكورين في البيت الذي قبله، قوله: "سيدانا": خبره، وقوله: "يزعمان" تثنية يزعم، وقد بطل عملها لتأخرها، قوله: "وإنما" كلمة إن بطل عملها بما الكافة، و"يسوداننا": جملة من الفعل وهو يسودان والفاعل وهو ضمير التثنية المستتر فيه الذي يرجع إلى الشيخين والمفعول وهو الضمير المنصوب.

قوله: "إن": شرط، و "يسرت": فعل الشرط، و "غنماهما": فاعل ليسرت، وجواب الشرط محذوف يدل عليه قوله: "وإنما يسوداننا" والتقدير: إن يسرت غنماهما يسوداننا.

الاستشهاد فيه:

في قوله: "هما سيدانا يزعمان" حيث بطل عمل يزعمان لتأخره عن الجملة التي هي مفعوله (٤).


(١) ابن الناظم (٧٧)، وأوضح المسالك (٢/ ٥٩).
(٢) البيتان من بحر البسيط، وقد نسبهما الشارح، وانظر الشاهد في تخليص الشواهد (٤٤٦)، والدرر (٢/ ٢٥٥)، وشرح التصريح (١/ ٢٥٤)، وهمع الهوامع للسيوطي (١/ ١٥٣)، وشرح التسهيل لابن مالك (٢/ ٨٦).
(٣) ما بين المعقوفين سقط في (أ).
(٤) ينظر الشاهد رقم (٣٤٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>